ينتظر آلاف المهاجرين غير الشرعيين بقلق في الولايات المتحدة حملة مداهمات الشرطة التي أعلن الرئيس دونالد ترامب أنها ستبدأ الأحد، قبل إجراءات لإبعادهم يعتبر أنه "مضطر" للقيام بها.
ولن تؤثر عشرات التظاهرات في جميع أنحاء البلاد على هذا القرار، ولا الدعوات إلى ضبط النفس.
وينتظر أن ينتشر في وقت مبكر من الأحد عناصر إدارة الهجرة في شوارع 10 مدن أميركية كبيرة على الأقل، لتوقيف حوالى ألفي شخص أوضاعهم غير نظامية.
ويبدو أن حملة التوقيفات هذه ستشمل عددا أقل بكثير من "الملايين" الذين توقع ترامب اعتقالهم في يونيو مع إعلانه عن العملية التي أرجئت حينذاك. لكن ذلك لم يبدد قلق الذين قد تطالهم الحملة.
ومما يثير قلقاً أكبر هو ما ذكرته وسائل إعلام من أن سلطات الهجرة تنوي أيضاً إبعاد المهاجرين الشرعيين الذين تقوم بتوقيفهم، خلال عملية دهم لكن أسماءهم ليست مدرجة على لوائح الأفراد الذين تبحث عنهم.
وقال رئيس بلدية شيكاغو، الديموقراطي لوري لايتفوت لشبكة "سي ان ان"، إن "هذا الغموض وهذا الخوف مدمران، وهذا أمر لا جدال فيه".
لكن الرئيس الأميركي أكد الجمعة إن "رؤساء بلديات العديد من المدن يطالبون" بهذه الحملة. وقال "معظمهم (رؤساء البلديات). هل تعرفون لماذا؟ لأنهم لا يريدون جرائم في مدنهم وفي ولاياتهم".
وكان ترامب أعلن عن بدء حملة واسعة لترحيل مهاجرين غير قانونيين في نهاية الأسبوع الجاري. وقال "أتوا بطريقة غير قانونية، في حين سنرحّلهم بطريقة قانونية. الأمر بسيط للغاية".
وأوضح أن هذه الحملة "ليس أمراً أحب فعله، ولكنّ أناساً أتوا إلى بلدنا بطريقة غير قانونية"، مؤكدا أنّه "مضطر" للقيام بعمليات الترحيل.
وأضاف أن "ملايين الأشخاص يقفون في طوابير ليصبحوا مواطنين في هذا البلد". وتابع "أجروا الاختبارات، درسوا، تعلموا الإنجليزية، انتظروا لسبع سنوات أو ثمان أو تسع (...) ليس من العدل أن يكون كافياً لشخص عبور الحدود للحصول على الجنسية (الأميركية)".
وأعلن ترامب حملة التوقيفات في 21 يونيو، ثم أرجئت أسبوعين، حتى يتسنى للكونغرس التوصل إلى تسوية حول التدابير الأمنية على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة.
وندد الديمقراطيون بالعملية الواسعة التي تهدد برأيهم أشخاصاً مقيمين منذ زمن طويل في الولايات المتحدة، أسسوا فيها عائلات تعد بين أفرادها مواطنين أميركيين.
من جهتها، دعت منظمات للدفاع عن حقوق الإنسان الأشخاص ذوي الاوضاع غير القانونية إلى عدم استقبال عناصر شرطة الهجرة.
وأشارت صحيفة "نيويورك تايمز" إلى أنّ المهاجرين غير القانونيين المستهدفين بالحملة هم من الوافدين حديثاً إلى الولايات المتحدة، وقدموا ملفات لطلب تشريع أوضاعهم في نهاية 2018، وتلقوا أمر الترحيل في فبراير.