تشهد الأسلحة الهجومية منذ الحرب العالمية الأولى تطورا متسارعا، من الطائرات الحربية المختلفة، إلى الصواريخ الباليستية طويلة وقصيرة المدى وصواريخ "كروز"، وصولا إلى الطائرات المسيرة التي باتت تفخخ وترسل ضد أهداف مدنية وعسكرية.
ولتجنب كل هذه الأسلحة تلجأ الدول إلى تصنيع أو شراء منظومات دفاع جوي، لحماية أراضيها وقواعدها العسكرية ومرافقها المدنية من الهجمات المعادية.
ومن أبرز منظومات الدفاع الجوية "باتريوت" الأميركية و"إس 400" الروسية المخصصتين للتصدي للأهداف الجوية من صواريخ باليستية وطائرات حربية ومسيرة.
وفيما يخص نظم الرادار والاستطلاع التي تستخدم لأغراض الإنذار المبكر، ولتتبع الأهداف وتوجيه الصواريخ نحوها، تتميز المنظومة الروسية بأن رادارها يغطي دائرة قطرها 600 كيلومتر، فيما يغطي رادار الباتريوت دائرة قطرها 150 كيلومترا.
ونتيجة لاختلاف مساحة تغطية الرادارين، تستطيع منظومة إس 400 رصد 300 هدف في آن واحد، فيما تتمكن الباتريوت من رصد 125 هدفا فقط.
ومن بين هذه الأهداف المرصودة، تكون إس 400 قادرة على ضرب 36 منها في آن، فيما تدمر الباتريوت 9 أهداف فقط في آن.
وفي الحروب، يكون العسكريون في سباق مع الزمن، فأي صاروخ قد يودي بحياتهم أو يضر ببلدهم، وهنا تظهر أهمية السرعة في إعداد المنظومة الجوية للإطلاق، هذه المنظومة في إس 400 تحتاج لــ5 دقائق للإعداد فقط، بينما تحتاج الباتريوت إلى 25 دقيقة.
هذا بالنسبة للإعداد، أما في ما يخص سرعة إطلاق الصاروخ باتجاه الهدف المعادي بعد جهوزية المنظومة، فهنا تتميز منظومة إس 400 التي تكون صواريخها جاهزة للإطلاق خلال 10 ثوان فقط، بفارق 5 ثوان عن المنظومة الأميركية.
المرونة عامل مهم أيضا في منظومات الدفاع الجوي، بسبب تنوع الأجسام المعادية، وهذا ما يميز المنظومة الروسية التي يمكنها إطلاق الصواريخ بزاوية 90 درجة، أمام باتريوت فلا تتجاوز زاوية الإطلاق فيها 38 درجة.
وبالنسبة لأعداد الصواريخ التي يمكن تحميلها في المنظومتين، فإن إس 400 تحمل 32 صاروخا، أي ضعف العدد الذي تحمله الباتريوت وهو 16 صاروخا.
وفيما يتصل بالارتفاع، تتمكن إس 400 من ضرب الأهداف على ارتفاع يتراوح بين 10 أمتار إلى 27 كيلومترا، مقابل 60 مترا إلى 24 كيلومترا للباتريوت.
وقد يكون هذا السبب، الذي يجعل واشنطن تعارض من شراء تركيا لإس 400، فهي تخشى من إمكانية اكتشاف المنظومة الروسية لطائرات "إف 35" والتأثير على منظومات الناتو.