كشف موقع "نورديك مونيتور" الاستقصائي في تقرير خاص، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لاحق معارضيه في الخارج من خلال ضباط أمن منحوا صفة دبلوماسيين.
وأشار التقرير إلى أن السلطات التركية عينت ضابطا بالشرطة في وظيفة مستشار بسفارة أنقرة لدى جورجيا.
وانخرط الضابط في حملة تجسس واسعة النطاق على معارضين للرئيس أردوغان، وفق وثائق قال الموقع إنه حصل عليها.
وطبقا لهذه الوثائق، قام الضابط الذي منح صفة "مستشار وزارة الداخلية التركية" في سفارة بلاده بتبليسي بجمع معلومات عن مجموعة جاهرت بانتقاد أردوغان.
وفي 25 فبراير 2018، عينت وزارة الداخلية مستشارين في 71 سفارة وممثلية تركية حول العالم، وكان من بين هؤلاء، يغور كووز، الذي كان يعمل في شرطة أنقرة.
وكانت وظيفة كووز المعلنة التنسيق بين السفارة التركية وسلطات البلد المضيف، لكن الوظيفة الخفية والحقيقية هي التجسس على المعارضين.
وطبقا للمعلومات التي بعثها "الدبلوماسي الأمني"، فقد اتهم طالبي اللجوء الأتراك بإجراء اتصالات مع منظمات محلية في جورجيا مرتبطة بمنظمة الداعية فتح الله غولن، الذي تتهمه أنقرة بالضلوع في المحاولة الانقلابية الفاشلة عام 2016.
وقال الموقع المتخصص في الشأن التركي إن هذا الوثائق تضاف إلى تقارير سابقة تظهر عملية تجسس ممنهج وطويلة يقوم بها دبلوماسيون أتراك على معارضي أردوغان ومؤسسات جورجية أخرى.
وتحمل الوثائق توقيع أردوغان كارتال، نائب مدير دائرة مكافحة الإرهاب في الشرطة التركية، وتكشف عن نشاط تجسسي تركي في الأراضي الجورجية.
ويندرج الكشف عن هذه الوثائق ضمن حملة "الذارع الطويلة" لأردوغان التي تستهدف معارضيه بغية تخويفهم لقمع الأصوات المعارضة حتى بين أتراك الخارج.
وحسب بيانات حكومية في جورجيا فإن 52 مواطنا تركيا قدموا طلبات لجوء سياسي بعدما أصبحت حياتهم في الوطن صعبة للغاية، إذ وجهت لهم تهمة الانتماء لجماعات إرهابية.
وفي السنوات الأخيرة، زادت نسبة الأتراك الذين يطلبون اللجوء في أوروبا والدول المجاورة بشكل ملحوظ، وخصوصا بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في 2016، التي أعقبتها حملة قمع واسعة اعتقل فيها عشرات الآلاف.
وتم تعميم المعلومات الاستخبارية بهؤلاء المعارضين إلى مكاتب مكافحة الإرهاب الخاصة بالشرطة التركية في العديد من الملاحظات،