إذا ما أصرت تركيا على إتمام صفقة منظومة الدفاع الصاروخي الروسية "إس 400"، فإنها تغامر عمليا بخسارة مقاتلات "إف 35" الأميركية، التي من المفترض أن تكون العمود الفقري لسلاح الجو التركي، فما هي بدائل أنقرة؟
يقول موقع "أحوال" المتخصص في الشأن التركي إن بدائل أنقرة تقتصر على شراء مقاتلات من الصين وروسيا، أو الاعتماد على ذاتها في إنتاج المقاتلات لكن الأمر ليس بهذه السهولة، بل يواجه تعقيدات شديدة.
وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أعلن الأسبوع الماضي، أن بلاده اشترت بالفعل المنظومة الصاروخية الروسية "إس 400"، لافتا إلى أنها ستتسلمها في يوليو المقبل.
وفي المقابل، منحت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" تركيا حتى نهاية يوليو المقبل، للعدول عن شراء منظومة الصواريخ الروسية "إس 400 "، محذرة من عواقب هذه الخطوة.
وبدأت العقوبات بالفعل، إذ أعلنت السلطات الأميركية أنها أوقفت تدريب الطيارين الأتراك على مقاتلات "إف- 35" في قاعدة جوية بولاية أريزونا، وربما يمتد الأمر إلى طرد تركيا من برنامج المقاتلة الأغلى في العالم، وإعاقة تعاونها مع الولايات المتحدة وحلف الأطلسي.
وتقول واشنطن إنه لا يمكن أن تجمع تركيا بين نظام الدفاع الصاروخي الروسي "إس 400"، ومقاتلات "إف 35" الأميركية.
مشكلات وعقبات
ويؤكد المسؤولون الأتراك، بحسب "أحوال" أن لديهم بدائل للمقاتلة الأميركية المتطورة، مثل المقاتلة الروسية من الجيل الخامس "سوخوي سو 57"، وتقول موسكو إنها جاهزة للعمل مع تركيا في هذا المضمار.
وتقول وسائل إعلام تركية موالية لأردوغان إن أنقرة تدرس شراء مقاتلات صينية من طراز "شنيانغ جيه-31" المتعددة المهام.
لكن، هناك مشكلات تعترض سبيل أنقرة في هذا الأمر، إذ إن النموذج الروسي لم ينتجه منه سوى 12 طائرة حتى الآن، في حين أن بكين لم تنتج سوى مقاتلتين "شنيانغ جيه-31" فقط ، بحسب بيانات شركة "لوكهيد مارتن" الأميركية المصنعة لمقاتلة" إف 35".
ومما يزيد الأمر صعوبة أن المقاتلة العسكرية الصينية لم تدخل الخدمة حتى الآن، ولا يمكن التأكد مما إذا كانت بكين راغبة في تصديرها بنسبة 100%، وفق ما ينقل الموقع عن صحفي متخصص في الشؤون الدفاعية، لفت إلى أنه في أفضل الأحوال يتطلب الأمر كثيرا من الانتظار.
أما بالنسبة إلى مقاتلة السوخوي الروسية، فإن لدى موسكو أسبابا عديدة قد تدفعها لعدم بيعها، وخصوصا لتركيا، إذ قد تغامر بكشف أسرار المقاتلة لحلف الناتو الذي تنتمي إليه أنقرة، في حال رحيل أردوغان عن السلطة وقدوم زعيم جديد يميل للغرب، مما قد يسمح للغربيين بالاطلاع على أسرار المقاتلة.
وربما يكون سعي موسكو لتطوير هذه المقاتلة من أجل احتياجاتها الخاصة وليس من أجل التصدير.
البنية التحتية غربية
وفي حال تخطي هذه العقبات، وشراء تركيا لهذه المقاتلة، فهي تحتاج إلى مجموعة أخرى من الأسلحة الصينية والروسية، وهذا سيكون مكلفا ماديا، كما أن البنية التحتية لسلاح الجو التركي غربية، مما يعني أن هناك حاجة لتعديلها أو تغييرها، وفق الموقع.
كما أن الخيار الثالث لتركيا، وهو مشروع طائرة مقاتلة تركية خاصة يواجه أيضا مشكلات، إذ من المقرر أن يبدأ العمل بهذا المشروع عام 2021، على أن تدخل المقاتلة التركية الصنع الخدمة في 2031، وهي فترة طويلة للغاية، علاوة على أن الميزانية المخصصة للمشروع متواضعة، وتبلغ 13 مليار دولار.
ويقول مدير برنامج الشرق الأوسط في معهد السياسة الخارجية، آرون ستاين، إن مستقبل القوة الجوية التركية بات موضع شك.
وأشار ستاين إلى أن خطط أنقرة كانت تعتبر أن مقاتلات "إف 35 "بمثابة العمود الفقري لسلاح الجو في الفترة المقبلة، أما برنامج التصنيع التركي المحلي فهو ملحق بالمقاتلات الأميركية.