ضمن حملة الاعتقالات التي تشنها أنقرة على ضباطها وجنودها بتهمة المشارك في محاولة الانقلاب الفاشلة التي جرت في يوليو 2016، يبرز اسم طيار عسكري وجهت له أنقرة التهمة ذاتها، بالرغم من أنه كان حينها بعيدا عن بلاده مسافة 3 آلاف كيلومتر، في دليل جديد على قمع نظام الرئيس رجب طيب أردوغان لشعبه.
وذكر موقع "nordicmonitor" المتخصص في الشأن التركي، الاثنين، أنه حصل على معلومات تفيد بأن الطيار العسكري بيرام تاشباشه، شغل وظيفة مستشار أول لبعثة حلف شمال الأطلسي "الناتو " في أفغانستان، بين 15 يناير، و 10 أغسطس 2016، أي قبل الانقلاب وبعده بأشهر.
وتظهر أوراق الاتهام أن الضابط شارك في قيادة مقاتلة حربية ليلة الانقلاب 15 يوليو، الأمر الذي يبتعد كل البعد عن المنطق، وفق الموقع التركي.
ويشير الموقع إلى أن تاشباشه تلقى أمرا يطلبه بالعودة من أفغانستان يوم 10 أغسطس 2016، وبالفعل امتثل الطيار للأمر، واستقل في اليوم التالي طائرة عائدا إلى إسطنبول، حيث اعتقل لدى وصوله هناك.
ورأى الموقع المتخصص في الشأن التركي أن "الاتهامات الكاذبة" الموجهة للطيار، تعزز فرضية أن محاولة الانقلاب لم تكن سوى عملية مفبركة أعدها، الرئيس رجب يطب أردوغان وأعوانه لتحقيق أهداف سياسية.
وأشار إلى أن تاشباشه ليس الشخص الوحيد الذي تم "تلفيق" التهم له، إذ تكرر السيناريو نفسه مع عدد من العسكريين "غير المريحين" للسلطة التي تسعى إلى إقصائهم عن الجيش التركي.
ولفت إلى أن الطيار العسكري يمتلك "سجلا نظيفا" في الجيش، فلم يوجه له أي اتهام بسوء السلوك من أي نوع كان.
وللمفارقة، تلقى الطيار الحربي العديد من الأوسمة والجوائز بسبب اشتراكه، خلال التسعينيات، في الحرب ضد مسلحي حزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه أنقرة منظمة إرهابية.
وكان بيرام تاشباشه على علم بالمخاطر التي تلاحق العسكريين الأتراك، إثر إطلاق حكومة أردوغان حملة "التطهير"، لكنه اعتقد أنه لن يعتقل بسبب وجوده في كابل التي تبعد آلاف الكيلومترات عن تركيا، ليلة الانقلاب.