بعد الأزمة التي افتعلها مع قبرص ودول شرق المتوسط، في إطار سعيه لتجاهل الاتفاقيات الدولية والتنقيب عن الغاز بالمنطقة، يسعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى إقحام حلف شمال الأطلسي "الناتو" لتأجيج الوضع المشتعل أصلا.
وقال أردوغان، الاثنين، إن بلاده "تتوقع من الناتو دعم حقوقها في شرق البحر المتوسط"، وذلك بعد أن أعربت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عن قلقهما من خطط أنقرة للتنقيب في منطقة بحرية، تقول قبرص إنها ضمن المنطقة الاقتصادية الخالصة التابعة لها، حسب ما ذكرت وكالة رويترز.
وأعلنت تركيا، الجمعة، أن سفنها ستجري عمليات حفر في البحر المتوسط حتى سبتمبر المقبل، للتنقيب عن الغاز واستخراجه، في دليل جديد على تعنت الحكومة التركية، واتخاذها كل الإجراءات التي توائم مصالحها، بغض النظر عن التأثيرات الكارثية التي قد تتسبب بها.
وواجه إعلان تركيا الأخير رفضا دوليا من انتهاكها لحقوق دول الجوار، إذ طالبها الاتحاد الأوروبي، الذي سعت تركيا طويلا للانضمام إليه، إلى وقف الأعمال غير القانونية واحترام الحقوق السيادية لقبرص.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، مورغان اورتاغوس، في بيان إن "الولايات المتحدة تشعر بقلق بالغ إزاء النوايا المعلنة لتركيا بشأن البدء بعمليات تنقيب في منطقة تعتبرها جمهورية قبرص منطقتها الاقتصادية الخالصة".
وأضافت: "هذه الخطوة بالغة الاستفزاز وتهدد بإثارة التوترات في المنطقة. نحض السلطات التركية على وقف هذه العمليات ونشجع جميع الأطراف على ضبط النفس"، وفق ما نقلت وكالة "فرانس برس".
كما حذرت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، تركيا، من أن الاتحاد سيرد على تلك الخطوات "بشكل ملائم وبتضامن كامل مع قبرص".
أما الخارجية التركية، فعكست تعنت الحكومة وأعلنت رفضها تصريحات موغيريني، قائلة إن أعمال الحفر تستند إلى "حقوق مشروعة"، متهمة الحكومة القبرصية "بعدم التحلي بروح المسؤولية، وبتهديد أمن واستقرار منطقة شرق البحر المتوسط".
من جانبها، حذرت الخارجية المصرية تركيا من اتخاذ أي إجراء أحادي الجانب فيما يتعلق بأنشطة حفر أعلنتها في منطقة بحرية غرب قبرص.
وقالت الخارجية إن إقدام تركيا على أي خطوة دون الاتفاق مع دول الجوار في منطقة شرق المتوسط، قد يكون له أثر على الأمن والاستقرار في المنطقة، مشددة على ضرورة التزام كافة دول المنطقة بقواعد القانون الدولي وأحكامه.
يذكر أن مصر أعادت ترسيم الحدود البحرية بينها وبين قبرص في منطقة شرق المتوسط، بعد ظهور اكتشافات جديدة للغاز في منطقة المياه الاقتصادية بين البلدين.