أعلن وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، الجمعة، تعليق التزام بلاده باتفاقية نزع الصواريخ النووية المتوسطة المبرمة إبان الحرب الباردة، معطيا روسيا، التي اتهمها بانتهاك الاتفاق، مهلة 6 أشهر، قبل أن تنسحب واشنطن نهائيا من المعاهدة.
وقال بومبيو في مؤتمر صحفي عقده بمقر وزارة الخارجية الأميركية، في واشنطن، الجمعة، "يجب أن يكون الأمن أهم أولوياتنا والاتفاقات التي التزمنا بها ينبغي أن تخدم المصلحة الأميركية، والدول يجب أن تحاسب إذا انتهكت القوانين".
وأضاف "لسنوات انتهكت روسيا بنود نزع الصواريخ النووية المتوسطة والقصيرة المدى"، قائلا "تحدثنا مع المسؤولين الروس على أعلى المستويات الحكومية أكثر من 30 مرة، لكن موسكو لا تزال تنفي خرقها للمعاهدة".
وقال "انتهاكات روسيا تضع حياة الملايين من الأميركيين والأوروبيين في خطر وتقلل فرص تقاربنا سياسيا، وعلينا أن نرد بطريق ملائمة".
وكانت واشنطن منحت روسيا، في ديسمبر الماضي، مهلة 60 يوما من أجل العودة لتطبيق المعاهدة، تنتهي السبت.
وصرح وزير الخارجية الأميركي أن تعليق التزام الولايات المتحدة بالاتفاقية التي أبرمت عام 1987، سيبدأ اعتبارا من غدا السبت.
وترك بومبيو الباب مفتوحا أمام إجراء مفاوضات مع روسيا خلال مهلة 6 أشهر، من أجل التوصل إلى اتفاق جديد بشأن معاهدة الصواريخ النووية التي يتراوح مداها بين 500- 5500 كيلومتر.
وفي حال لم يتم التوصل إلى اتفاق خلال هذه المهلة، فإن واشنطن ستنسحب منها نهائيا، وفق وزير الخارجية الأميركي.
وتنفي موسكو، من جهتها، خرق المعاهدة التي ورثتها عن الاتحاد السوفيتي، وتقول إن واشنطن هي التي تنتهكها عن طريق نشر نظام صاروخي في رومانيا القريبة من حدودها.
وفي أول ردود الفعل الدولية، أعلن حلف شمال الأطلسي "الناتو" تأييده الكامل لقرار واشنطن تعليق التزاماتها بمعاهدة الصواريخ النووية مع روسيا.
وقال الحلف في بيان "تتخذ الولايات المتحدة هذا الإجراء ردا على تهديدات كبيرة للأمن الأوروبي- الأطلسي ناجمة عن قيام روسيا سرا بتجربة وإنتاج ونشر أنظمة صواريخ كروز (9إم729)"، وفق "رويترز".