قالت ألمانيا، الجمعة، إن روسيا "أبطلت فعليا" معاهدة خفض الصواريخ النووية المتوسطة المدى، التي أبرمت إبان الحرب الباردة، وتستعد الولايات المتحدة للانسحاب منها، وسط قلق أوروبي من احتمال تجدد سباق التسلح.
وتقترب مهلة حددتها الولايات المتحدة لروسيا لإعادة التزامها بالمعاهدة، السبت، لكن قد يعلن وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، وفق معلومات، عن انسحاب الولايات المتحدة، الجمعة.
وتقول عواصم غربية إن منظومة روسية جديدة للصواريخ المتوسطة المدى، تنتهك بنود معاهدة 1987 وتعرض مدنا أوروبية للخطر.
وقال وزير الخارجية الألماني،هايكو ماس، الذي قام بزيارات مكوكية بين موسكو وواشنطن في الأسابيع الماضية سعيا لإنقاذ المعاهدة، إن روسيا لا تزال تنتهك المعاهدة.
خرق روسي
وأضاف قبيل محادثات مع نظرائه في دول الاتحاد الأوروبي في بوخارست "تجدر الإشارة إلى أن المعاهدة تم خرقها من الجانب الروسي والدعوات في الأيام الـ60 الماضية لمزيد من الشفافية والمعلومات، لم تتمخض عن أي شيء".
وأضاف ماس أن "معاهدة تنتمي لها دولتان موقعتان وخرق أحدهما بنودها، أُبطلت فعليا".
وتحظر المعاهدة التي وقعها الرئيس الأميركي آنذاك، رونالد ريغان، والزعيم السوفياتي ميخائيل غورباتشيف، الصواريخ التي تطلق من البر ويبلغ مداها بين 500 و5500 كلم، ووضعت حدا لنشر رؤوس حربية في أوروبا.
وحذر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتن، من سباق تسلح جديد في حال انهيار المعاهدة، وهو احتمال أثار قلق عدد من الدول الأوروبية.
أوروبا الخاسرة
وقال وزير الخارجية الهنغاري، بيتر سيارتو، إن التاريخ علم بلاده "درسا في غاية الوضوح"، مضيفا أن "هذا الدرس الواضح يفيد أنه في أي نزاع بين الشرق والغرب، نحن في وسط أوروبا نخسر دائما".
وتابع "نحن في هنغاريا، لا أعتقد أن لدينا الكثير من التأثير في هذه المسألة. لا يمكننا سوى أن نأمل بتعاون أكثر براغماتية بين الشرق والغرب".
وأعلن بومبيو في ديسمبر أن الولايات المتحدة ستبدأ عملية انسحاب تستغرق 6 أشهر من المعاهدة اعتبارا من الثاني من فبراير، إلا إذا سحبت روسيا منظومتها الصاروخية الأرضية الجديدة "9ام729".
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، ينس ستولتنبرغ، إن القادة العسكريين سيبدأون الاستعداد "لعالم من دون المعاهدة النووية"، لكنه أكد في الوقت ذاته التزام الحلف بخفض الأسلحة.
وتصر روسيا على أن المنظومة الصاروخية تلتزم ببنود المعاهدة، وعرضتها أمام مسؤولين عسكريين أجانب ووسائل إعلام الأسبوع الماضي في مسعى لتبديد المخاوف.