عندما اتهم الرئيس الفنزويلي الولايات المتحدة بمحاولة تدبير انقلاب ضده، لم يكن نيكولاس مادورو يشير إلى سلوك جديد لواشنطن في أميركا اللاتينية، بل إلى تاريخ حافل بالتدخلات الأميركية لدى جيرانها الجنوبيين، سياسيا وعسكريا.
ومنذ أن أعلن الرئيس الأميركي الأسبق جيمس مونرو شكلا من أشكال الحماية على نصف الكرة الأرضية مطلع القرن التاسع عشر، فيما عرف بـ"مبدأ مونرو"، تتدخل الولايات المتحدة في شؤون الدول بأرجاء أميركا اللاتينية، وأحيانا بشكل يومي، وغالبا ما يكون بدافع مصالح تجارية لأميركا الشمالية أو لدعم قوى تميل إلى اليمين في مواجهة قادة يساريين.
صحيح أن التدخل العسكري توارى بعد انتهاء الحرب الباردة، لكن الولايات المتحدة ظلت متهمة على الأقل بتوفير أسلوب يدعم انقلابات في فنزويلا كما في عام 2002، وفي هندوراس كما في عام 2009.
وقد أعاد اعتراف إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بخوان غوايدو رئيسا مؤقتا لفنزويلا، سلوكا أميركيا أكثر حزما في أميركا اللاتينية، مقارنة مع ما لعبته واشنطن لسنوات.
وفيما يلي أبرز التدخلات الأميركية في أميركا اللاتينية:
1846: الولايات المتحدة تغزو المكسيك، وتستمر في توغلها حتى تستولي على مكسيكو سيتي عام 1847، وقد منحت معاهدة سلام أبرمت في العام التالي الولايات المتحدة ما يزيد على نصف أراضي المكسيك، مما يعد الآن معظم أراضي الولايات المتحدة الغربية.
1903: الولايات المتحدة تدبر استقلال بنما عن كولومبيا، وتكتسب حقوقا سيادية على المنطقة التي ستقام فيها قناة بنما فيما بعد، لتربط طرق الملاحة بين المحيطين الأطلسي والهادي.
1903: كوبا والولايات المتحدة توقعان معاهدة تتيح سيطرة أميركية شبه كاملة على الشؤون الكوبية، والولايات المتحدة تقيم قاعدة بحرية في خليج غوانتانامو.
وقد تدخل مشاة البحرية الأميركية (المارينز) مرارا في أميركا الوسطى والكاريبي على مدار الربع الأول من القرن العشرين، وغالبا لحماية مصالح تجارية أميركية في لحظات اضطراب سياسي.
1914: قوات أميركية تحتل ميناء فيراكروز المكسيكي لمدة 7 أشهر، في محاولة للتأثير على تطورات الثورة المكسيكية.
1954: إطاحة رئيس غواتيمالا جاكوبو أربينز في انقلاب دعمته وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه).
1961: غزو خليج الخنازير المدعوم من الولايات المتحدة يخفق في إطاحة الزعيم الكوبي المدعوم من الاتحاد السوفياتي فيدل كاسترو، لكن واشنطن تواصل شن محاولات لاغتيال كاسترو وإزاحة حكومته.
1964: انقلاب مدعوم من الولايات المتحدة يطيح الرئيس البرازيلي اليساري خواو غوالارت، وينصب حكومة عسكرية استمرت حتى الثمانينيات.
1965: القوات الأميركية تهبط في جمهورية الدومينيكان للتدخل في حرب أهلية.
السبعينات: الأرجنتين وتشيلي والدول المتحالفة في أميركا الجنوبية تشن حملة قمع وحشية واغتيالات استهدفت تهديدات يسارية متخيلة، التي عرفت باسم "العملية كوندور" وغالبا كانت بدعم من الولايات المتحدة.
الثمانينيات: إدارة الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان تدعم قوات كونترا المناهضة للشيوعية ضد حكومة ساندينيستا في نيكاراغوا، وتدعم حكومة السلفادور ضد المتمردين اليساريين.
1983: القوات الأميركية تغزو جزر غرينادا في الكاريبي بعد أن اتهمت حكومتها بالتحالف مع كوبا الشيوعية.
1989: الولايات المتحدة تغزو بنما للإطاحة بالرجل القوي مانويل نوريغا.
1994: غزو مدعوم من الولايات المتحدة لهايتي لإطاحة نظام عسكري جاء به انقلاب، أطاح في 1991 الرئيس جان برتراند أريستيد، وأعاد الغزو أريستيد إلى منصبه مرة أخرى.
2002: إطاحة الرئيس الفنزويلي هوغو تشافير لمدة يومين، قبل أن يستعيد السلطة مرة أخرى، واتهم تشافيز وحلفاؤه الولايات المتحدة بدعم محاولة الانقلاب ضمنيا.
2009: الجيش في هندوراس يطيح الرئيس مانويل زيلايا، واتهمت الولايات المتحدة بمفاقمة الأوضاع لعدم إدانتها للانقلاب بشكل كاف.