أخفق حلف شمال الأطلسي (ناتو) وروسيا، الجمعة، في حل خلاف بشأن صاروخ روسي جديد يقول الحلف إنه يشكل تهديدا على أوروبا، لتقترب واشنطن بذلك خطوة أخرى من الانسحاب من معاهدة رئيسية للحد من التسلح النووي.
وخلال اجتماع عقده مجلس حلف الأطلسي وروسيا في بروكسل، جدد مبعوثون من دول الحلف التسع والعشرين دعوتهم إلى روسيا لتدمير نظام لصواريخ كروز، يمكنها حمل رؤوس نووية، قبل انتهاء مهلة لذلك، في الثاني من فبراير.
ومن المقرر ما لم تحدث انفراجة، أن تبدأ الولايات المتحدة عملية تمتد إلى 6 أشهر، للانسحاب من معاهدة القوى النووية متوسطة المدى الموقعة عام 1987، بعد أن أبلغت بهذا في أوائل ديسمبر، متهمة موسكو بخرق المعاهدة، فيما تنفي روسيا انتهاك بنودها.
وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ، في مؤتمر صحفي بعد الاجتماع: "المعاهدة في خطر حقيقي. كلما عادت روسيا للالتزام أسرع كان ذلك أفضل. المعاهدة بلا قيمة ما لم تحترم. المشكلة تكمن في الصواريخ الروسية في أوروبا".
ورغم أنه وصف الاجتماع بأنه كان يتسم بالاحتراف والمهنية، قال الأمين العام إن روسيا "لم تظهر أي استعداد لتقديم تنازلات"، لكنه أوضح أنه لا يزال يحدوه، ودول أوروبية مثل ألمانيا، الأمل في تحقيق تقدم دبلوماسي خلال الستة أشهر التي ستستغرقها عملية الانسحاب.
وتتهم واشنطن، ويدعمها حلفاؤها في حلف شمال الأطلسي، موسكو بتطوير صواريخ كروز متوسطة المدى قادرة على حمل رؤوس نووية، ويمكنها ضرب مدن أوروبية، مما يمثل انتهاكا للمعاهدة المبرمة إبان سنوات الحرب الباردة والتي قضت ببقاء مثل هذه الصواريخ خارج أوروبا.
لكن الكرملين الذي عرض هذا الأسبوع صواريخه على ملحقين عسكريين أجانب في موسكو، يقول إن قصر مدى الصواريخ يضعها خارج معاهدة القوى النووية المتوسطة المدى.
ويقول أيضا إن أقصى مدى للصاروخ (نوفاتور 9 إم 729/ إس.إس.سي-8) الجديد يبلغ 480 كيلومترا.
وتحظر المعاهدة على الولايات المتحدة وروسيا امتلاك أو إنتاج أو اختبار إطلاق صاروخ كروز من الأرض يتراوح مداه بين 500 و5500 كيلومتر، وكذلك امتلاك أو إنتاج قاذفات لمثل هذه الصواريخ.
وتتهم روسيا الولايات المتحدة باختلاق حجة واهية للخروج من معاهدة تريد الانسحاب منها في جميع الأحوال، كي تطور صواريخ جديدة.