عبر حلفاء واشنطن الرئيسيون عن قلقهم تجاه استقالة وزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس، وسياسات الرئيس دونالد ترامب التي دفعته إلى ذلك كما أثنوا على الوزير كشريك يحظى بالثقة.
وأعلن ماتيس، الخميس، استقالته بعد خلاف مع ترامب بشأن سياسات الرئيس الخارجية، ومن بين ذلك قراراته المفاجئة بسحب القوات الأميركية من سوريا والتخطيط لخفض عددها في أفغانستان.
وقالت المتحدثة باسم حلف شمال الأطلسي "الناتو"، أوانا لانجيسكو: "قدم الوزير ماتيس مساهمة مهمة في إبقاء الحلف قويا ومستعدا للتعامل مع التحديات الأمنية الكبيرة التي نواجهها".
وأضافت: "يحظى باحترام واسع كرجل عسكري ودبلوماسي".
وينظر لماتيس على نطاق واسع في أوروبا كشخصية موثوقة في حلف شمال الأطلسي بخلاف ترامب، الذي حذر الحلفاء الأوروبيين من أن واشنطن قد تنسحب من الحلف إن لم يعزز الأوروبيون الانفاق الدفاعي.
وقالت المتحدثة: "نحن ممتنون للالتزام الراسخ من الولايات المتحدة تجاه الحلف. القيادة الأميركية تحافظ على قوة تحالفنا على جانبي الأطلسي".
وقال رئيس وزراء بلجيكا السابق وزعيم الليبراليين في البرلمان الأوروبي، جي فيرهوفشتات، إن الاستقالة تفرض على الاتحاد الأوروبي ضرورة التعجيل بتنفيذ خططه الهادفة لتعزيز قدراته الدفاعية الخاصة.
كما أثارت استقالة ماتيس انزعاج حلفاء واشنطن في منطقة آسيا والمحيط الهادي، الذين ينسبون للجنرال المتقاعد الفضل في بناء الثقة وتحجيم النزعات الانعزالية.
والمنطقة، التي تضم حلفاء أقوياء لواشنطن مثل اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا، بها بعض من أشد البؤر سخونة في العالم، في ظل التوتر المحتدم في شبه الجزيرة الكورية والاحتكاكات الناجمة عن عسكرة الصين لبحر الصين الجنوبي.
وفاجأت الاستقالة أفغانستان أيضا حيث ينظر لماتيس كضامن للوجود الأميركي هناك، وعبر مسؤولون أفغان عن عدم ارتياحهم لخطط سحب أكثر من 5 آلاف جندي أميركي من بين 14 ألفا في البلاد.
وقال مسؤول فرنسي إنه بعدما علم الرئيس إيمانويل ماكرون بأمر قرار الانسحاب من سوريا من مصادر بالبيت الأبيض ودبلوماسيين اتصل بالرئيس الأميركي، الثلاثاء، لتحذيره من هذا القرار.
وأضاف المسؤول أن ماكرون قال لترامب: "كن حذرا، نعتقد أن هذا الأمر مبكر بعض الشيء".
وغالبا ما يوصف ماكرون بأنه زعيم له تأثير على ترامب وتربطه به علاقة شخصية وعلاقة عمل جيدة.
وقالت وزيرة الدفاع الفرنسية، فلورانس بارلي، إن قرار ترامب بالانسحاب من سوريا ظنا منه أن تنظيم داعش قد هُزم "خطير للغاية".
وأضافت في تصريحات إذاعية أن فرنسا لا تتفق مع التحليل القائل بأن التنظيم قد انتهى. "إنه قرار خطير للغاية ونعتقد أنه ينبغي إكمال المهمة".