سلطت وفاة أحد المشردين في شوارع بريطانيا قبل أيام، الضوء على ظاهرة باتت تقلق السلطات في البلاد، لا سيما في الآونة الأخيرة، وكشفت عن "رقم مخيف" لعدد الوفيات من المشردين سنويا في البلاد.
وعثرت السلطات على جيولا ريمس (43 عاما) منتصف ليلة الثلاثاء الماضي في نفق للمترو يربط بين محطة وستمنستر مع أحد المداخل المؤدية إلى مبنى البرلمان، وفق ما ذكرت صحيفة "تايمز" البريطانية، الجمعة.
وفشل رجال الإنقاذ في تقديم الإسعافات الأولية للرجل، ونقل إلى المستشفى حيث توفي أثناء الليل، ليفتح ملف المشردين في بريطانيا، التي تعتبر قضية يتداولها الرأي العام بين الفينة والأخرى.
وقدر مكتب الإحصاء الوطني، أن 597 شخصا بدون مأوى، ماتوا في إنجلترا وويلز في العام الماضي، بناء على مراجعة سجلات الوفيات في البلاد، على مدار العام المنصرم.
وأشارت بيانات مكتب الإحصاء الوطني إلى ارتفاع عدد المشردين الذين لقوا حتفهم من 482 حالة عام 2013 إلى نحو 600 في 2017، توفي أكثر من نصفهم بسبب المخدرات أو أمراض الكبد أو الانتحار.
وقال جابور كاسا، البالغ من العمر 22 عاما، وهو مشرد أيضا وصديق لريمس، إن الأخير جاء إلى بريطانيا من هنغاريا، ويتجول في العاصمة البريطانية لندن منذ حوالي 5 سنوات.
وكان ريمس ينام في وقت سابق بحديقة في بيكاديللي وسط لندن، وحصل مؤخرا على وظيفة مساعد رئيس الطهاة في مطعم إيطالي بالقرب من تشارينغ كروس، بحسب كاسا الذي أضاف أن ريمس قضى بعض الوقت في اسكتلندا ومالطا.
وقال كاسا: "أنا مستاء للغاية. لقد أعطاني الكثير من الملابس، وأي شيء لم يكن يحتاجه كان يعطيني إياه. كان يشرب الكحول، لكنه توقف مؤخرا عن الشرب، لأنه حصل على وظيفة كمساعد رئيس الطباخين".
قال أليكس ستانلي (21 عاما)، وهو أحد المشردين: "ريمس كان واحدا من أجمل الرجال الذين قابلتهم".
ووصف مكتب الإحصاء الوطني ظاهرة المشردين بأنها "مأساة وطنية"، وقال جون سباركس، الرئيس التنفيذي لإدارة الأزمات، إنه "لا ينبغي أن يموت أحد بسبب التشرد".
وألقى حزب العمال باللائمة في ارتفاع معدلات التشرد على حزب المحافظين الحاكم. وهذه هي المرة الثانية هذا العام التي يموت فيها رجل بلا مأوى بالقرب من قصر وستمنستر.