كشف تحقيق صحفي ضخم أجرته وكالة "رويترز" للأنباء عددا من الأساليب الملتوية، التي تلجأ إليها إيران لنشر الأخبار المزيفة والمضللة في البلدان العربية.
وجرى هذا التحقيق في إطار عملية ضخمة ضمت خبراء للأمن الرقمي وشركات للتواصل الاجتماعي إلى جانب صحفيين راقبوا تحركات طهران.
وتحظى المواقع، التي اكتشفتها "رويترز"، بزيارة أكثر من نصف مليون شخص في الشهر، ويتم الترويج لها بحسابات على وسائل التواصل الاجتماعي يتجاوز عدد متابعيها المليون.
وتظهر المواقع الأساليب، التي يتزايد لجوء أطراف سياسية في مختلف أنحاء العالم إليها لنشر معلومات مضللة أو كاذبة على الإنترنت للتأثير في الرأي العام.
وتم اكتشاف المواقع بالاستفادة من أبحاث أجرتها شركتا "فاير آي" و"كلير سكاي للأمن" السيبراني، ونشطت هذه المواقع في فترات مختلفة منذ عام 2012.
وتبدو هذه المنصات المشبوهة مثل أي مواقع إخبارية وإعلامية عادية، ولا يكشف سوى موقعين اثنين عن الصلة القائمة مع إيران.
وترتبط هذه المواقع بإيران بواحدة من هذه طريقتين. فبعضها ينشر أخبارا ومقاطع فيديو ورسوما كرتونية تزودها بها مؤسسة اسمها الاتحاد الدولي للإعلام الافتراضي (آي.يو.في.إم) تقول على موقعها إن مقرها الرئيسي في طهران.
وبعض المواقع يشترك في نفس تفاصيل التسجيل مع (آي.يو.في.إم) مثل العناوين وأرقام الهواتف. ويشترك 21 موقعا في العناوين وأرقام الهواتف معا.
مقر في القاهرة
ومن بين الأمثلة التي يقدمها التحقيق موقع "نايل نت أونلاين"، الذي وعد المصريين بتقديم أخبار ذات مصداقية من قلب القاهرة، لكن هذه المنصة تدار من طهران ولا تملك أي مقر في مصر.
وأوضحت "رويترز" أن هذا الموقع، الذي وصل عدد متابعيه في فيسبوك إلى 115 ألفا، يتبع خطا منسجما مع سياسة طهران فهو يهاجم الرئيس الأميركي دونالد ترامب بسبب انسحابه من الاتفاق النووي.
أما أرقام الهاتف المعروضة على صفحة الموقف فلا تعمل، ويقول الناس في منطقة ميدان التحرير إنهم لم يسمعوا بهذا الموقع من ذي قبل.
ويعد هذا الموقع واحدا من بين أكثر من 70 موقعا على الإنترنت توصلت إليها "رويترز"، وكشف أنها تعمل على نشر الدعاية الإيرانية في 15 دولة.
الحقيقة غير المعلنة
وانكشف أمر بعض المواقع في الحملة الإيرانية، في شهر أغسطس الماضي، بعدما أعلنت عنها شركات منها فيسبوك وتويتر وألفابت، الشركة الأم لشركة غوغل، بعد أن توصلت إليها شركة فاير آي.
وأغلقت شركات التواصل الاجتماعي مئات الحسابات التي روجت لهذه المواقع أو نشرت رسائل إيرانية موجهة، وقال موقع فيسبوك الشهر الماضي إنه أغلق 82 صفحة ومجموعة وحسابا ترتبط بالحملة الإيرانية.
وكانت تلك الصفحات والحسابات قد تمكنت من استقطاب أكثر من مليون متابع في الولايات المتحدة وبريطانيا.
غير أن المواقع التي كشفتها رويترز لها مجال أوسع، فقد نشرت محتواها بـ16 لغة مختلفة من الأذربيجانية إلى الأردية مستهدفة مستخدمي الانترنت في الدول الأقل تطورا.