طالب ألماني من تنظيم داعش ومعتقل لدى قوات سوريا الديمقراطية، بأن تقوم بلاده بإعادته إلى أرض الوطن، معبرا عن ندمه الشديد للانضمام إلى صفوف التنظيم الإرهابي.
وأوضح سفيان الذي رفض الكشف عن اسمه الحقيقي في حديث لوكالة فرانس برس أنه ليس مقاتلا، ولكن مجرد "مدني جرى خداعه"، وأن عمله الأساسي خلال فترة سيطرة داعش على مساحات واسعة من سوريا والعراق، كان صناعة أطراف صناعية وأحذية صحية.
وقال الرجل، البالغ من العمر 36 عاما، إنه يتحدر من مدينة شتوتغارت جنوبي ألمانيا، وهو واحد من مئات الأجانب الذين تعتقلهم قوات سوريا الديمقراطية بتهمة القتال في صفوف داعش.
وأعرب سفيان عن أمله في أن تعود زوجته السورية وابنه أيضا إلى ألمانيا التي لم تسترجع حتى الآن أيا من مواطنيها الذين انضموا إلى صفوف داعش.
وأشار الرجل الألماني، المعتقل منذ نحو عام، إلى ندمه الشديد، قائلا: "لقد كنت ساذجا، ومن طبيعة البشر أن يخطئوا"، مردفا: "كل ما أريده هو أن أعود إلى حياتي السابقة في بلادي".
وكان سفيان قد دخل إلى سوريا عبر تركيا في مارس من العام 2015 بعد أربع سنوات على اندلاع الأزمة بسوريا، موضحا أنه أقام في "بيوت آمنة" لداعش رفقة أجانب من أستراليا وروسيا دول وسط آسيا، ونوه إلى أن تلقى تدريبا عسكريا لمدة شهر واحد، زاعما أنه لم يشارك في أي قتال قط، كما أنه لم "يقتل أي شخص في حياته".
وقال إنه جرى تعيينه في مستشفى تابعة لداعش في مدينة الرقة للاستفاده من خبرته في صنع الأحذية الطبية، كما تعلم هناك صناعة الأطراف الصناعية، ليتزوج خلال تلك الفترة امرأة سورية من مدينة إدلب عام 2016 وينجب منها ابنه الوحيد.
وتابع ساردا قصة لوكالة فرانس برس: "بقيت في الرقة إلى حاصرتها وحدات حماية الشعب الكردية عام 2017، مما أجبرنا على الفرار إلى مدينة الميادين شرقي سوريا، وتابعت هناك عملي المعتاد في صناعة الأطراف الصناعية والأحذية الطبية إلى أن تمت مهاجمة المدينة من قبل القوات الحكومية السورية".
وأردف: "بدأت عندها أشعر بالمرارة والندم لانضمامي إلى داعش، فدفعت أموالا إلى مهرب لكي يوصلني إلى إحدى النقاط العسكرية التابعة لقوات سوريا الديمقراطية، فأنا لم أكن مستعدا لأن أقتل أي أحد وكانت لدي رغبة قوية في الحياة".
وقال سفيان إن لا يمانع البته في أن يلقى عقوبة السجن في حال عودته إلى بلاده، متمنيا أن لا تكون عقوبة قاسية حتى يعود لزوجته وابنه، وأعرب عن أمله في أن يؤسس عملا خاصا له عقب العودة.
وختم كلامه قائلا: "ألمانيا بلد فيه الكثير من الرحمة . وأتوقع أن تكون بلادي رحيمة معي".