اتفق قادة الاتحاد الأوروبي، الخميس، على السعي إلى تعاون مع دول شمال أفريقيا، وتعزيز الحدود الخارجية للكتلة، لمنع أعداد كبيرة من المهاجرين من دخول أوروبا.
وفي بيان صادر عن قمة الاتحاد الأوروبي ببروكسل، حيث ناقش قادة الدول الأعضاء قضية الهجرة، شددت الدول الأوروبية على ضرورة العمل مع البلدان التي يغادرها المهاجرون الذين يقصدون أوروبا، أو يسافرون عبرها.
وقال الزعماء الأوروبيون إن العمل مع تلك الدول على "التحقيق والملاحقة ومقاضاة المهربين" الذين يأخذون اللاجئين والمهاجرين في رحلات خطرة برا وبحرا، يجب تكثيفه، حسب ما ذكرت وكالة أسوشييتد برس.
ودخل أكثر من مليون مهاجر أوروبا عام 2015، ومعظمهم من السوريين والعراقيين الفارين من الصراعات في أوطانهم، قبل أن تنخفض أعداد المهاجرين بشكل كبير بعد أن وقع الاتحاد الأوروبي على اتفاق مع تركيا لوقف التدفق.
وعرض الاتحاد الأوروبي على تركيا ما لا يقل عن 3 مليارات يورو (3.4 مليار دولار) من المساعدات للاجئين السوريين، مقابل بذل جهود لمنع المهاجرين من الوصول لأوروبا، ويريد الاتحاد الأوروبي إعادة إنتاج النموذج في مكان آخر.
وكانت أحد الأسباب التي دفعت الاتحاد الأوروبي إلى البحث عن حلول خارجية، هو رفض بعض الدول الأعضاء قبول حصص اللاجئين أو المشاركة في استضافة الوافدين الجدد، الذين يصل معظمهم عن طريق دول في جنوب أوروبا.
وقد شكت دول متوسطية مثل اليونان وإيطاليا وإسبانيا في الآونة الأخيرة، من التخلي عنها لإدارة التدفق وحدها.
وفي هذا السياق، قال رئيس وزراء لوكسمبورغ إكزافييه بيتل: "لا يمكننا أن نقول فقط إن دولة ذات حدود على البحر هي فجأة الدولة الوحيدة المسؤولة عن المهاجرين. المشكلة أوروبية والحل يجب أن يكون أوروبيا كذلك".
وفي خضم المواجهة حول الحصص، يتزايد الزخم لكي تدفع الدول المزيد من الأموال إلى بلدان المقصد مثل اليونان وإيطاليا، على سبيل المثال، أو إلى مساعدات التنمية لبلدان المنشأ، بدلا من استضافة اللاجئين.
وأشار مستشار النمسا سيباستيان كورتس: "نوصي بأن نذهب إلى طريق التضامن بدلا من الحصص الإلزامية. هذا يعني أن كل دولة ستقدم مساهمة حيثما كان ذلك ممكنا، وأين يكون ذلك منطقيا".
وقد اعتبر رئيس البرلمان الأوروبي أنطونيو تاياني، أن مثل هذه الاستراتيجية "قد تنجح"، قائلا: "من الممكن. لا مزيد من اللاجئين لكن مزيدا من المال".
من جانبها، شككت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في فكرة "التزامات التضامن"، وقالت: "العنوان يبدو جيدا، لكن إذا قال الجميع إن الالتزام بالتضامن الذي أختاره هو تضامن إعطاء المزيد من الأموال لأفريقيا، عندئذ لن نحل بعض المشكلات، وسوف يتم ترك بلدان الوصول وحدها مرة أخرى".