سجل الريال الإيراني مستوى قياسيا منخفضا أمام الدولار الأميركي في السوق غير الرسمية الاثنين، وسط تدهور الوضع الاقتصادي وإعادة فرض الولايات المتحدة عقوبات على طهران.
وفقد الريال في ثلاثة ايام نحو 16 بالمئة من قيمته امام الدولار وتم تبادله بعد ظهر الاثنين في السوق الحرة بواقع دولار واحد مقابل 130 ألف ريال.
وشهدت العملة تقلبات لأشهر بسبب ضعف الاقتصاد والصعوبات المالية التي تواجهها البنوك المحلية والطلب الكثيف على الدولار من الإيرانيين.
ويخشى الإيرانيون انكماش صادرات البلاد من النفط وسلع أخرى نتيجة لانسحاب واشنطن من الاتفاق النووي المبرم في 2015، وإعادة فرض عقوبات أميركية على طهران.
وتشهد البلاد منذ أشهر احتجاجات شعبية على سياسات النظام التي أدخلت البلاد في أزمات اقتصادية خانقة، حاول الأمن قمعها، إلا أن ذلك لم يحل دون استمرار المظاهرات.
"ليل نهار"
وفي محاولة لاحتواء غضب الشارع، وجه المرشد خامنئي الحكومة للعمل "ليل نهار" من أجل حل المشاكل الاقتصادية في الوقت الذي يزيد فيه البرلمان الضغط على الرئيس حسن روحاني.
ونقل التلفزيون الرسمي عن خامنئي قوله خلال اجتماع مع روحاني وحكومته الأربعاء الماضي، "نحتاج إلى أن نكون أقوياء في الميدان الاقتصادي... على المسؤولين أن يعملوا بجد ليل نهار لحل المشاكل".
وكان نواب في البرلمان عزلوا وزير الاقتصاد والمالية قبل ثلاثة أيام بعدما حملوه المسؤولية عن انهيار العملة المحلية الريال وزيادة معدلات البطالة. وكانوا قبل أسابيع أقالوا وزير العمل.
وإلى جانب إجراء لعزل وزير التعليم، وقع 70 نائبا على مذكرة تهدف إلى عزل وزير الصناعة والتعدين والتجارة.
أرقام مرعبة
ومعدل البطالة الرسمي في إيران 12 بالمئة، ويصل بين الشبان إلى 25 بالمئة في بلد 60 بالمئة من سكانه البالغ عددهم 80 مليون نسمة دون سن الثلاثين. وخسر الريال أكثر من ثلثي قيمته في عام.
وقد يكون الأسوأ في الطريق، حيث قال مسؤولون أميركيون إنهم يسعون إلى خفض صادرات إيران النفطية إلى الصفر، مع بدء جولة جديدة من العقوبات في نوفمبر المقبل.