كشفت أزمة السفينة "أكواريوس" حجم الانقسام الذي تعيشه أوروبا بشأن أزمة الهجرة، والتي باتت تضرب القارة منذ عام 2015، بعدما استطاع مليون مهاجر الدخول إليها عبر تركيا.
وبحسب خبراء فإن صعود شعبية اليمين المتطرف في عدد البلدان الأوروبية مثل ألمانيا والنمسا وإيطاليا، جعل الكثير من قادة أوروبا يميليون إلى سياسة "براغماتية" تعطي أولوية للنجاح في الانتخابات على حساب "المبادئ والقيم والأوروبية".
وكان 630 مهاجرا تم إنقاذهم على متن السفينة "اكواريوس" قد وصلوا صباح الأحد إلى مرفأ فالنسيا الإسباني بعد أسبوع من التيه في البحر المتوسط، وفق ما نقلت "رويترز".
ودخلت سفينة أولى تنقل جزء من هؤلاء المهاجرين، وهي الإيطالية "داتيلو" المرفأ قبيل الساعة 4:30 صباحا بتوقيت غرينتش.
وتتوقع السلطات وصول المهاجرين الآخرين بحلول الساعة العاشرة بتوقيت غرينتش، على متن سفينة عسكرية إيطالية أخرى تحمل اسم "اوريوني".
ويشكل وصول هؤلاء المهاجرين وهم 450 رجلا و80 امرأة بينهن سبعة حوامل على الأقل، و89 فتى و11 طفلا تقل أعمارهم عن أحد عشر عاما، نهاية رحلة منهكة قطعوا خلالها 1500 كيلومتر، وأحدثت قضيتهم شرخا كبيرا داخل الاتحاد الاوروبي حول مسألة الهجرة.
ونصبت خيام في مرفأ فالنسيا حيث تمركزت سيارات إسعاف لاىستقبال هؤلاء المهاجرين، ورفعت لافتة كتب عليها بعدد من اللغات "نرحب بكم في بلدنا".
وأعلنت الحكومة الإسبانية السبت أن عددا من المهاجرين سيتم استقبالهم في فرنسا بعد دراسة ملفاتهم.
وتعتبر "أكواريوس" من بين أهم السفن الإنسانية التي تبحر في البحر الأبيض المتوسط لإنقاذ كل من يمكن أن يتعرض للغرق، وإن كان عملهم في الوقت الحالي منصبا بشكل رئيسي على المهاجرين الذين ينطلقون من السواحل الليبية.
وتبلغ الطاقة الاستيعابية للسفينة 600 شخصا، ويمكن أن تتجاوزها في الحالات الاستثنائية، ولا يعد ذلك مخالفا للقوانين البحرية الدولية، حيث "يمكن أن ينقل حتى ألف شخص كما حصل في عملية سابقة".
تنديد فرنسي.. وإيطاليا ترفض "النفاق"
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد ندد يوم الثلاثاء الماضي بالموقف "المعيب وغير المسؤول للحكومة الإيطالية" إثر رفضها استقبال سفينة "أكواريوس".
وقال المتحدث باسم الحكومة الفرنسية بنجامين غريفو إن ماكرون "حرص على التذكير بالقانون البحري الذي يعتبر أنه في حال وجود استغاثة فإن الشاطئ الأقرب هو الذي يتحمل مسؤولية الاستقبال"، منوها بأنه لو كانت السفينة أقرب إلى الشواطئ الفرنسية لكان على فرنسا استقبالها.
في المقابل، أعلنت رئاسة الحكومة الإيطالية في بيان أن روما ترفض "تلقي الدروس المنافقة "من بلد مثل فرنسا، التي تفضل غض النظر عن مشكلة الهجرة.
وأضاف البيان أن "التصريحات بشأن (السفينة الإنسانية) أكواريوس التي تصدر من فرنسا تثير الدهشة"، وأضاف: "إيطاليا لا يمكنها أن تقبل بتلقي دروس منافقة من بلد فضل إشاحة النظر عن مشكلة الهجرة".
ويستعد ماكرون لاستقبال رئيس الحكومة الإيطالية الجديد جوزيبي كونتي تحضيرا لاجتماع خاص بالمجلس الأوروبي في 28 و29 يونيو، والذي سيكون مخصصا بشكل أساسي لبحث مشكلة المهاجرين.