فمع إعلان مسؤولين عراقيين عدم مشاركة القوات شبه العسكرية المساندة، والتي تتألف في جلها من ميليشيات موالية للحكومة المتحالفة مع إيران، تأتي تصريحات مسؤولين في الحشد الشعبي لتؤكد أن قوات الحشد والقوات العراقية سيطرت الثلاثاء على حي التأميم جنوبي مدينة الرمادي.

وقال كريم النورى، المتحدث الرسمي باسم الحشد الشعبي، أن القوات العراقية وعناصر الحشد الشعبي شاركت في تحرير مدينة التأميم، مضيفا أن المعارك مستمرة ضد داعش فى الرمادى، حتى تطهير كامل المحافظة. وأشار النوري إلى أن مدينة الصقلاوية التابعة لمحافظة الأنبار مسيطر عليها من قبل قوات الحشد الشعبي.

وقبل نحو أسبوعين أعلن قائد الحشد الشعبي في الأنبار الفريق رشيد فليح توجه ألف مقاتل من أبناء الحشد إلى قاطع شمال الرمادي لتعزيز القطعات العسكرية الموجودة هناك.

ويبرر المخاوف الأميركية من مشاركة قوات الحشد الشعبي في معارك الرمادي لاشتعال حرب طائفية في العراق خاصة بعد تحرير "قوات عراقية" لمناطق كانت تحت سيطرة داعش.

طائفية الجيش العراقي

ومع النفي والتأكيد لمشاركة الحشد الشعبي في عملية تحرير الرمادي، إلا أن ذلك لا يزيل المخاوف وخاصة لدى أهل الأنبار والرمادي من صيرورة قوات الجيش العراقي إلى قوات واتحاد لميليشيا طائفية، الأمر الذي يثير حفيظة التيار السني من مخاوف تغليب الطائفية على مفاصل الدولة وتهميش تيار على تيار، في ظل النفوذ الإيراني والولاءات الخارجية على المسرح السياسي العراقي.

حتى أن البرلمان العراقي وأد مشروع قانون يقضي بتأسيس حرس وطني يكون رافدا لأجهزة الأمن العراقية ويتكون من أهالي المحافظات، مما يسمح للتيار السني بالسيطرة على المناطق التي يتم تحريرها من قبضة تنظيم داعش.

الموقف الكردي

وحول الموقف الكردي من العملية العسكرية، يقول المحلل والباحث السياسي الكردي جرجيس قولي زادا في مقابلة مع موقع سكاي نيوز عربية "إن الأكراد بقياداتهم السياسية يتمنون أي نصر يتحقق ضد داعش للتخلص من شرور الإرهاب في المنطقة." مضيفا "أن هناك تأكيدات من الجيش العراقي على حماية المدنيين وإبعاد الحشد الشعبي عن مسرح العمليات، خاصة بسبب الطبيعة المذهبية للرمادي التي تتبع التيار السني."

وأكد قولي زادا "أنه رغم التحفظات على التصريحات لمسؤولين في مليشيا الحشد الشعبي والجيش العراقي الذي غلبت الطائفية عليه إبان حكم نوري المالكي إلا أن العقيدة العسكرية التي يتمتع بها في الوقت الحالي تندرج تحت إطار النهج العسكري البحت للتصدي لداعش."

ونفى الباحث السياسي أي مشاركة لقوات البيشمركة أو تنسيق مباشر مع الجيش العراقي حول العملية العسكرية بسبب جغرافية المكان، بالإضافة إلى محدودية القدرات العسكرية للبشمركة مقارنة بالجيش العراقي، حيث تقتصر مهام القوات فقط على نطاق إقليم كردستان.

وفيما يتعلق بـ"رمادي ما بعد التحرير" قال قولي زادا "إن عملية التحرير هي أسهل مما سيعقب ذلك، خاصة بسبب طبيعة المنطقة السنية التي تعاني أيضا من توحيد قراراها السياسي، خاصة في ظل الحديث عن طرح مشروع قانون "الحرس الوطني" الذي تؤيده الولايات المتحدة الأميركية وتعارضه القوى الشيعية في العراق."

المدنيون وحصار داعش

مع بدء العملية العسكرية لتحرير الرمادي، يحاول تنظيم داعش منع المواطنين من مغادرة المدينة بعد إسقاط طائرات عسكرية عراقية منشورات تطالب أهالي الرمادي بمغادرتها قبل الهجوم لتحرير المدينة من قبضة داعش.

ومع تقدم العملية لاستعادة عاصمة المحافظة، لا يزال سكان الرمادي -الذين يقدر عددهم بين 4 و10 آلاف شخص- محاصرون داخل المدينة.

ونقلت "أسوشيتد برس" عن المتحدث باسم التحالف الدولي ضد تنظيم داعش، العقيد ستيف وارن، قوله إن التنظيم وزع منشورات تطالب بالتنكر في زي قوات الأمن العراقية ثم تصوير أنفسهم وهم يرتكبون الفظائع، مثل قتل وتعذيب المدنيين ونسف المساجد.

وجاء في نسخة من الوثيقة التي وزعت للصحفيين أن التسجيلات المصورة يجب أن توزع على المنافذ التلفزيونية "لتصوير الصراع على أنه حرب طائفية". ووقعها مسؤول أمني وعسكري يدعى أبو حجر العيساوي.

وأوضح النعمان أن القوات الجوية العراقية والتحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة، يوفران الدعم الجوي للقوات على الأرض، ويقصفان أهدافا لداعش.
كما تبرز مخاوف من أن تتظيم داعش يمكن أن يستخدم المدنيين كدروع بشرية في المدينة الأمر الذي قد يؤدي لعرقلة وبطء تقدم القوات العراقية في تحرير المدينة.