يشكل دخول قوات النخبة الحضرمية بإسناد من قوات التحالف بقيادة السعودية، ودعم كبير من القوات الاماراتية، إلى "وادي المسيني" في حضرموت، نجاحا استراتيجيا في قطع شريان الحياة للقاعدة في معقلها الأساسي باليمن.
وقال الخبير العسكري اليمني، يحيى أبو حاتم، لـ"سكاي نيوز عربية" إن السيطرة على وادي المسيني يقطع أهم شرايين القاعدة للتزود بالإمدادات والأسلحة، التي تأتيها عبر البحر.
ويفتح تحرير وادي المسيني الطريق أمام قوات النخبة التقدم إلى آخر معاقل القاعدة في مديرية سيئون.
وذكرت مصادر عسكرية أن قوات النخبة الحضرمية انتشرت بشكل لافت، واستحدثت عددا من الحواجز العسكرية لإغلاق هذا الوادي وقطع الطرق على التنظيم ومحاصرته وسط تغطية جوية.
وذكر مصدر عسكري أن قوات الشرعية تستعد لشن عملية تطهير شاملة، في المناطق التي يستخدمها التنظيم لشن عمليات إرهابية.
وتأتي العملية العسكرية الناجحة بعدما نجحت قوات النخبة بإسناد عسكري إماراتي ضمن التحالف العربي بالسيطرة على المكلا قبل عامين.
واعتبرت المكلا نقطة انطلاق للعمليات العسكرية ضد التنظيم في مناطق أخرى باليمن، حيث استعادت قوات النخبة اليمنية بإسناد من التحالف العربي محافظة شبوة بالكامل بعد تطهيرها من القاعدة والحوثيين.
ضربة لتمويل الإرهاب
ويشير خبراء إلى أن الحملة العسكرية في وادي المسيني في حضرموت وجهت ضربة جديدة لممارسات تمويل الإرهاب في اليمن من بعض الدول.
وقال أبو حاتم إن "الأسلحة التي تأتي من الدول التي لا ترغب تكون اليمن في مأمن وتسعى إلى زعزعة أمن واستقرار اليمن .. دولة قطر التي بدأت تنشط أخيرا في دعم الارهاب في اليمن"
حيث تشير العديد من التقارير إلى اعتماد القاعدة على التمويل القطري في الحصول على السلاح بهذه المنطقة.
من جانبه لفت الخبير الاستراتيجي علي ناجي عبيد، لـ"سكاي نيوز عربية" أن القاعدة استفادت من "الدعم القطري الواضح" في هذه المنطقة لتعزيز وضع التنظيم في حضرموت.
وأشار إلى إن نجاح العملية العسكرية في دحر التنظيم في عدد من المناطق يصب في جهود هزيمة ميليشيات الحوثي الإيرانية، قائلا:" القاعدة والميليشيات الحوثية وجهان لعملة واحدة".
وشكلت قوات النخبة من مجندين من قبائل عدة، تم توجيههم إلى معسكرات التدريب المخصصة التي أهلتها لمهارات استخدام الأسلحة والآليات، الأمر الذي برزت نتائجه بشكل واضح خلال عمليات نفذت ضد مسلحي القاعدة في اليمن.
واستغل التنظيم الإرهابي الاضطرابات التي بدأت في اليمن عام 2011 ثم الانقلاب الحوثي عام 2014، لمحاولة توسيع نطاق سيطرته ونفوذه في أحد أفقر الدول في الشرق الأوسط.