طرأ هذا الأسبوع تطور جديد على قضية اختطاف طائرة "بوينغ" الأميركية قبل 45 عاما، في خطوة من شأنها حل لغز القضية الوحيدة التي استعصت على المحققين في تاريخ خطف الطائرات.
وتعود القضية إلى 24 من نوفمبر عام 1971، عندما أعلن شخص اسمه دان كوبر عن اختطاف طائرة فوق ولاية أوريغون الأميركية، مهددا بنسفها بمتفجرات وضعها في حقيبته، ما لم تتم الاستجابة لمطالبه.
وبدت مطالبه غريبة في بعضها، إذ طالب بمبلغ 200 ألف دولار أي ما يعادل 1.6 مليون دولار في أيامنا هذه، إلى جانب 4 مظلات وشاحنة وقود تستقبله في المطار.
واستجابت السلطات الأميركية لطلبه وهبطت الطائرة في مطار بولاية واشنطن، حيث أطلق سراح بعض الركاب وعدد من أفراد الطاقم ، قبل أن يجبر القائد على معاودة الإقلاع بعد تزويدها بالوقود، وكانت الوجهة إلى المكسيك.
وأثناء تحليق الطائرة في السماء قفز "كوبر" من الباب الخلفي في الطائرة ومعه الأموال، واختفى منذ ذلك الحين ولم يعثر على أثر له ما عزز الاعتقاد أنه نجا.
وأصبح "كوبر" يعرف لاحقا باسم "دي بي كوبر"، لكن لم تعرف هويته الحقيقية حتى الآن، إذ استعمل وثائق مزورة لركوب الطائرة.
ولم تفلح التحقيقات التي أجراها مكتب التحقيقات الفيدرالي "أف.بي.آي" في الوصول إلى نتائج تذكر طيلة العقود الماضية، وتخلى كثير من المحققين عن العمل في هذه القضية المعقدة للغاية، وظهرت مئات النظرية لتفسير ما حدث.
قصة ربطة العنق
وتولت مجموعة تحقيق خاصة العمل في القضية عام 2007، تضم خبراء في ميادين شتى، وقال خبراؤها هذا الأسبوع إن ربطة العنق التي تركها "كوبر" خلفه قد تدل على هويته، وفق ما ذكرت على موقعها الرسمي.
وخلصوا إلى وجود جزيئيات من عنصر "التيتانيوم"، وأشاروا إلى أن هذه المعدن نادر الظهور في عام 1971، ويحصر استخدامه بعدد من المهندسين والمديرين العاملين في الصناعات المرتبطة بهذا العنصر.
وبناء عليه، يعتقد الخبراء أن كوبر هو أحد العاملين أو المتعاونين مع شركة بوينغ، أي الشركة المصنعة للطائرة المخطوفة، خاصة أن الشركة الأميركية كانت تستخدم هذا العنصر.
ورجح محقق أن يكون الخاطف أحد المديرين أو المهندسين وكان قد ارتدى ربطة العنق نفسها خلال العمل، الأمر الذي يبرر وجود جزيئيات من عنصر "التيتانيوم" عليها.
وأشار المحقق إلى أن جهود المجموعة ستنصب في المرحلة المقبلة على التحقيق في الأشخاص الذين كانوا يعملون في تلك الحقبة داخل مصانع بالولايات المتحدة تستخدم "التيتانيوم".