أشارت نتائج بحث جديد للمعهد الجيولوجي الإسرائيلي إلى أن الأغلبية الساحقة من السلاسل الحجرية التي بنيت في جبال القدس لمنع انجراف التربة واستصلاح الأرضي لزراعتها هي من العصر العثماني، وليس كما كانت تدعي إسرائيل بأنها من بناء اليهود الذين عاشوا في القدس قبل آلاف السنين.
وكثيرا ما عرضت إسرائيل هذه السلاسل الحجرية في جبال القدس على أنها منظر توراتي حفظ لآلاف السنين، لكن بحثا نشر مؤخرا من قبل المعهد الجيولوجي الإسرائيلي أشار وبشكل قاطع إلى أن الغالبية العظمى من هذه السلاسل تعود للعصر العثماني ومنها ما يعود إلى العصور الإسلامية الأولى وقلة قليلة تعود للعصر الروماني.
وتوصل المعهد الجيولوجي الذي استخدم وسائل حديثة وفحوصات كيميائية إلى هذه النتائج القاطعة، لكن مع هذا فقد قوبلت بانتقادات لاذعة من اليمين الإسرائيلي الذي رأى في هذه النتائج نقضا للرواية التي يعتمد عليها عن أرض بلا شعب بل وربما الأهم تعزيزا للرواية الفلسطينية المناقضة.
وعندما يصبح الخلاف حول روايتين تاريخيتين صراعا سياسيا يصبح لعلم الآثار أهمية سياسية كبرى وفي كثير من الأحيان يطلب من العلماء التنازل عن الأخلاقيات المهنية وتوجيه نتائجهم لصالح رواية دون أخرى.