يحتفل العالم، الثلاثاء، باليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، ورغم العديد من المحاولات الجادة لحماية المرأة من العنف، فإن هذه الظاهرة لا تزال تبعاتها تتخطى كل التوقعات، خاصة بدول العالم العربي.
وأصبحت هذه الظاهرة أكثر سوءا مع انعدام الاستقرار السياسي واستمرار الحروب في المنطقة العربية، منذ بدء ما يسميه البعض بالربيع العربي.
وفي نظرة على القوانين التي تجرم العنف ضد المرأة في الشرق الأوسط و شمال إفريقيا، توجد دولتان فقط هما المغرب والأردن من أصل عشر بلدان في المنطقة لديها قوانين لمكافحة العنف الأسري.
ففي الأردن، كشفت دراسة مختصة أعدها المجلس الوطني لشؤون الأسرة هذا العام، أن أكثر أنواع العنف الأسري ممارسة هو العنف الجسدي، الذي بلغت نسبته 86 في المائة.
وتشمل أكثر حالات التعنيف الأسري ممارسة الضرب ثم الشتم والتحقير، وصولا إلى الحرمان من المال.
وفي المغرب، وبحسب إحصائيات رسمية فإن أكثر من 4 ملايين امرأة يتعرضن لعنف جسدي منذ بلوغهن سن الـ 18، واحتلت المرأة المعنفة على يد زوجها الصدارة في الترتيب بنسبة تجاوت الـ 50 في المائة.
كما نص قانون جديد على مكافحة العنف ضد المرأة، ليس فقط على يد الأزواج، بل شمل أيضا التحرش الجنسي وأشكال أخرى من العنف الاجتماعي والاقتصادي.
وفي تونس تبلغ نسبة النساء اللواتي يتعرضن للعنف بشتى أنواعه 47 في المائة غالبيتهم في الأرياف.
يشار إلى أن الدستور التونسي الجديد الذي صدر هذا العام، يضم مادة تنص على مسؤولية الدولة بأخذ التدابير اللازمة لحماية النساء من العنف.
أما في مصر، فقد أوردت الأمم المتحدة في دراسة العام الماضي أن أكثر من 99 في المائة من النساء يتعرضن للتعنيف، مدرجة التحرش الجنسي كنموذج صارخ لذلك.
وفي لبنان، فقد تم إقرار قانون حماية أفراد الأسرة من العنف، لا سيما أن هذه الظاهرة تؤدي إلى مقتل أكثر من 12 امرأة سنويا.
ولقي هذا القانون اعتراضا من بعض الجهات، مطالبين بتخصيص النساء بالقانون لتوفير الحماية لهن بشكل شخصي.
وأعاقت الحرب المستمرة في سوريا منذ أكثر من ثلاثة أعوام، الحصول على إحصائيات رسمية، غير أن التعنيف النفسي والجسدي ضد المرأة ازداد في الآونة الأخيرة بسبب الأوضاع الأمنية السيئة التي دفعت العائلة إلى التشتت وتغيير أماكن سكنهم.
وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، إن أكثر من 15 ألف امرأة سورية، قتلن جراء الصراع الدائر في سوريا منذ أكثر من 3 سنوات.
بقى أن نذكر أن ظاهرة العنف ضد المرأة ترصد ما نسبته 7 في المائة من جميع النساء، اللاتي يلقين حتفهن ما بين سن الـ 15 والـ 44 في جميع أنحاء العالم، بحسب تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية.