عندما ينتصف شهر رمضان في مصر، يستعيد المصريون بعض العادات منذ عصر الحكم الفاطمي لمصر والذي دام نحو قرنين من الزمان. من بين هذه المظاهر تتزين الشوارع والمنازل بزينة تسمى "زينة العيد" والتي تتنوع بين الأضواء البراقة والفوانيس والألوان المبهجة.
وتنشط في هذه الفترة من الشهر الفضيل أيضا المخابز في مصر حيث يقبل عليها المواطنون بكثافة لشراء لوازم إعداد "كعك العيد".
وتبدأ ربات البيوت في العمل على ما يسمى ب"صاجات الكعك" حيث يشرعن في إعداد أنواع مختلفة من المخبوزات التي يتناولها المصريون صبيحة أول أيام عيد الفطر احتفالا بمقدمه.
ومن بين هذه المخبوزات: الكعك و"الغريبة" و"البسكويت" وغيرها.
وتظهر أيضا في هذه المناسبة إحدى صور التكافل الاجتماعي في مصر، حيث يقوم القادرون من المصريين بخبز كميات كبيرة من الكعك تفوق احتياجهم حتى يوزعوا هذا الفائض على الأسر الفقيرة والمحتاجة التي لم تسعفها ظروفها لشراء هذه المأكولات لأبنائها.
ويرى عدد من المؤرخين أن هذه المظاهر الاحتفالية ترتبط ارتباطا وثيقا بعهد الدولة الفاطمية في مصر، حيث ربطت المناسبات بأشكال احتفالية، فارتبط شهر رمضان بالفوانيس وعيد الفطر بالكعك وهكذا.
وإستلهم الكثير من المبدعين المصريين هذه المظاهر الإحتفالية في اعمالهم ، حيث إختص الشاعر الراحل فؤاد حداد كعك العيد بقصيدة قال فيها:
"خالاتي عماتي سيداتي...
على تل عجوة وعسل وسمن...
ولا مجلس الأمن سهرانين...
لت وعجين يبنوا الهرم...
قالت حماه المحترم:
ياكعك ياسيد الكرم"
كما يبدأ كثير من الأطفال بمطالبة أباءهم باصطحابهم لشراء ما يعرف بـ"ملابس العيد" بدءا من النصف الثاني من شهر رمضان حيث يحرص الجميع، كبارا وصغارا، على شراء وارتداء ملابس جديدة خلال توجههم لأداء صلاة العيد في أول أيامه.