للقهوة التركية طعم مميز في بلدها الأم تنتج عن عادات وتقاليد خاصة، وهو ما جعل من إعداد هذا النوع من القهوة فناَ تتوارثه الأجيال.
لحبوب البن التركي حكاية خاصة بدأت أولى فصولها قبل مئات السنين، وبالتحديد في عهد السلطان العثماني "سليمان القانوني" حين أرسلها له والي اليمن آنذاك، فأحبها السلطان.
ومنذ ذاك الحين، بدأ الأتراك بالتفنن في طحنها وإعدادها بطرق مختلفة، حتى أصبحت مشروباً شعبياً يتهافت المواطنون على شرائه.
تقول إحدى السيدات التركيات إن "القهوة مهمة جداً بالنسبة لنا ولضيوفنا، فإكرامك ومدى حبك للضيف يظهر من خلال تقديم القهوة له وهذا يعرفه الجميع".
يرتبط إعداد وشرب القهوة التركية بعادات وتقاليد وطقوس مميزة، فإذا شرب الضيف قهوته فذلك يعني أن سؤاله مجاب، وطلبه مقضي.
أما الجنس اللطيف فله قصة خاصة مع القهوة، إذ اعتادت كثير من النساء على قراءة مستقبلهن بعد احتساء القهوة مباشرة.
تقول سونقول أوز تونش عن قراءة الطالع أو "الفال" إن "شرب القهوة وقراءة الفنجان جزء من ثقافتنا، وبالرغم من عدم إيماننا بالطالع، فإننا نمارس هذه العادة من باب الفضول فقط. ولكننا لا نؤمن أو نعتقد بذلك."
ورغم أن القهوة التركية غزت مناطق كثيرة من العالم، إلا أن شربها في أحد مقاهي إسطنبول له طعم مختلف لدى السائحين، لذلك يقبلون عليها بكثرة في المقاهي، ولا يخلو شارع من مقهى يقدم القهوة التركية ذات اللون البنى المميز.
لم تعد القهوة التركية مجرد مشروب ساخن فحسب بالنسبة إلى الأتراك، بل هي فن وتاريخ ونمط حياة، وميراث مهم توارثوه عن أجدادهم العثمانيين، حتى غدت القهوة بالنسبة لكثير منهم ضرورة يومية لا غنى عنها.