ارتبط اسم تشارلز داروين بنظريته المتعلقة بالتطور والانتخاب الطبيعي، وتحديداً نظرية أن الإنسان أصله قرداً.
ولا توجد نظرية في التاريخ أثرت في الحياة البشرية مثلما أثرت نظرية التطور. ولا توجد نظرية عرفتها البشرية تعرضت للنقد والتجريح مثلما تعرضت له نظرية التطور.
وقد أصدر عدد كبير من العلماء كتباً انتقدوا فيها النظرية نقداً علمياً معتبرين ان الإنسان لا يمكن أن يكون أصله قراداً. وأصبحت هذه النظرية محور الخلاف بين عدد من العلماء.
أما العلماء المعارضون لنظرية داروين فيردون عليها من حيث أنها نظرية وليست حقيقة علمية.
وأشار آخرون إلى أن العلم يحتاج إلى حقائق علمية، موضحين أن داروين طوّر فكرته على أساس أنها فرضية غير متأكد منها . والفرضيات في العلم تبقى غير ثابتة وإنما يظن فيها أنها صحيحة.
ومع إدراكه لردّة الفعل الذي يمكن أن تحدثه هذه النظرية، لم يصرّح داروين بنظريته في البداية إلا إلى أصدقائه المقربين في حين تابع أبحاثه ليحضّر نفسه للإجابة على الاعتراضات التي كان يتوقعها على نظريته.
وفي عام 1858 بلغ داروين أن هنالك رجل آخر، وهو ألفريد رسل ووليس، يعمل على نظرية مشابهة لنظريته مما أجبر داروين على نشر نتائج بحثه.
واللافت أن البعض يعتبر أن هذه النظرية بدأ ظهورها في عهد الصينيين القدماء مرورًا بالإغريقيين ، إلا أن داروين كان له دورٌ في إعادة صياغة هذه النظرية ونشرها عبر كتابه المسمّى "أصل المخلوقات أو الأنواع" " The Origin of Species " عام 1859 تلاه كتابه المسمى "سلالة الإنسان " “The Descent of Man " عام 1871.
وتجدر الإشارة إلى أن بعض المدارس اتخذت في الولايات المتحدة أو حتى في بعض البلاد العربية قراراً بوقف تدريس هذه النظرية معتبرين أنها تتصل مباشرة بالإلحاد، وترفض فكرة أن الله هو خالق الإنسان.