على مدخل مقبرة تذكارية في العاصمة العراقية بغداد، يرفرف علم تركي ضخم فوق أضرحة جنود أتراك قضوا في الحرب مع القوات البريطانية بين عامي 1914 و1917.
وتنشر في أرجاء المقبرة صفوف متراصة من شواهد القبور بيضاء اللون، وقد كتب عليها أسماء القتلى، وزينت بالأهلة الحمراء والنجوم التي تزين العلم التركي.
وقال حارس المقبرة والمشرف عليها طه إبراهيم شكر: "عام 1938خصصت هذه القطعة من الأرض للجنود الأتراك الذين حاربوا الإنجليز والبريطانيين في العراق، وخصص هذا المكان لهم كنصب الشهيد، يعني مقبرة الشهداء الأتراك". وأضاف أن المقبرة تضم "3800 اسما لجنود وضباط حاربوا بالعراق، خصوصا في العمارة والناصرية".
ويحتل ركن مهم داخل المقبر، نصب تذكاري للسلطان عثمان الثاني المعروف عند الأتراك باسم الشاب عثمان، الذي تولى حكم الدولة العثمانية بعد أن انتزع الملك من عمه في سن الثالثة عشرة وعرف بالشجاعة وظل رمزا للبطولة عند الأتراك.
وذكر شكر أن أعضاء في السلك الدبلوماسي المعتمدين في بغداد يزورون المقبرة سنويا ويضعون فيها أكاليل الزهور ويتلون آيات من القرآن ترحما على الموتى.
وأوضح أنه في الثامن عشر من مارس من كل عام، يأتي ممثلو السفارات لزيارة المقبرة، لإحياء ما يطلقون عليه "يوم الشهيد"، مشيرا إلى المقبرة تحوي أيضا أضرحة لجنود غير أتراك، لكن كانوا يقاتلون معهم.
وأضاف شكر الذي يقيم في مسكن ملحق بالمقبرة مع زوجته وأبنائه الثلاثة، أن جثمان السلطان الشاب عثمان مدفون في المقبرة منذ وفاته في سن السابعة عشرة، بعد ثلاثة أيام من إصابته بجروح في القتال.
وأوضح أن دبلوماسيين من السفارة التركية في بغداد يزورون المقبرة كثيرا للوقوف على مدى نظافتها والعناية بها.
وتحتفل تركيا بما يسمى "يوم الشهيد" في ذكرى انتصار الجيش العثماني على قوات التحالف في حملة جاليبولي المعروفة عند الأتراك باسم "معركة شنق قلعة" إبان الحرب العالمية الأولى.