الفنانة وردة الجزائرية صاحبة الصوت المميز، التي توفيت الخميس في القاهرة، أغضبت 3 رؤساء مصريين إلا أنها عرفت كيف تتغلغل في وجدان شعب هذا البلد.
يؤكد الملحن والموسيقار حلمي بكر لوكالة فرانس برس أن وردة "تعرضت خلال إقامتها ورحلتها الفنية في مصر إلى الظلم 3 مرات بقرار من 3 رؤساء مصريين".
وأضاف أن "أولها كان قيام الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر بإبعادها عن مصر عندما تسربت إليه أنباء عن علاقة تربطها بالمشير عبد الحكيم عامر، رغم أنها لم ترتبط بعلاقة به، وثاني المظالم كانت في عهد الرئيس السادات عندما قامت وردة بالغناء في ليبيا لمعمر القذافي في فترة التوتر التي شهدتها العلاقة بين مصر وليبيا، فاعتبرها السادات تصرفا غير لائق فمنعها من الغناء".
وتابع "أما الظلم الأخير الذي وقع عليها فكان في عهد الرئيس محمد حسني مبارك، عندما قالت للجنود :الريس بقولكم تصفقوا، واعتبر هذا القول خروجا عن البرتوكول فتم منعها من الغناء بشكل غير معلن".
وشبه بكر صوت المطربة الراحلة تشابه بأصوات كبار المطربات مثل أسمهان وليلى مراد.
ولم تكن الراحلة وردة تقبل الحصول على أجر عن أغانيها الوطنية التي قدمتها، كما قامت بزيارة الجبهة على قناة السويس مع بليغ حمدي حيث أسعدها غناء الجنود أغنيتها الوطنية "أنا على الربابة أغني"، حسب بكر.
وكانت وردة فتوكي، وهو اسمها الأصلي، بدأت الغناء في نادي والدها الليلي في فرنسا، وتدربت على يد الفنان التونسي الراحل الصادق ثريا على أغاني أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب.
وحضرت إلى القاهرة بناء على دعوة المخرج والمنتج حلمي رفلة لتقوم بدور المظ في فيلم "المظ وعبده الحمولي".
وقد اختارها في الخمسينات لخصوصية صوتها ولتقديم دور المغنية ألمظ، التي كانت أبرز مغنية عرفتها القصور الملكية المصرية في القرن الـ19 ومطلع القرن الـ20.
وقدمت في هذا الفيلم عدة أغان أبرزها "يا نخلتين في العلالي يا بلح" و"وروحي وروحك حبايب من قبل ده العالم والله".
وأكد الإعلامي وجدي الحكيم أن "الفنانة الراحلة كانت تستعد لغناء أغنية محدثة عن أغنيتها الوطنية (وأنا على الربابة بغني) تحت عنوان (إحنا كلنا ولادك يا مصر) احتفالا بثورة 25 يناير، والتي كان من المفروض أن تشدو بها بعد الانتخابات الرئاسية التي ستجري بعد أيام".
وحافظت وردة على علاقتها بمصر، البلد الذي شهد شهرتها ومشوارها الفني الحقيقي بدءا بمشاركتها في فيلم "المظ وعبده الحمولي" مرورا بمشاركتها كبار الأصوات العربية المعروفة في حينه غناء أوبريت "وطني الأكبر" لمحمد عبد الوهاب إلى جانب عبد الحليم حافظ وصباح ونجاة الصغيرة وشادية وغيرهم.
وهذه المشاركة بحسب النقاد الفنيين في صحيفتي "الشروق" و"الوفد" دليل على "التميز الحقيقي لصوت الفنانة الراحلة فهي من آخر أربعة عمالقة في الغناء العربي الى جانب فيروز والفنانة المعتزلة نجاة الصغيرة والفنانة المريضة صباح".
وتعاملت وردة مع أهم الشعراء والملحنين بدءا بمحمد عبد الوهاب ومحمد الموجي ورياض السنباطي وكمال الطويل وفريد الأطرش وسيد مكاوي وصلاح الشرنوبي وغيرهم.
وكانت وردة عادت إلى مصر، بعد رحيل عبد الناصر وطلاقها من زوجها في الجزائر عام 1972، لتضيف لرصيدها الفني العديد من الأعمال التي أصبحت من الأغنيات التي يتبارى المطربون والمطربات على أدائها ومن بينها "حكايتي مع الزمان" و"بتونس بيك".
كما شاركت في بطولة أفلام عدة، من بينها فيلم مع رشدي أباظة بعنوان "أميرة العرب"، وفيلم مع حسن يوسف "حكايتي مع الزمان"، وفيلم "ليه يا دنيا" مع محمود ياسين وصلاح السعدني، وفيلم "آه ليه يا زمان" وفيلم "صوت الحب" وغيرها من الأفلام التي التقت فيها مع نجوم السينما المصرية في حينه.
وبلغت وردة الذروة بعد لقائها الموسيقار بليغ حمدي وزواجهما، وأدت مجموعة مهمة من الأغاني من بينها أغنية شاركها بليغ في أدائها هي "روح عد حبات المطر".
ويحفل رصيد وردة الجزائرية بعدد كبير من الأغاني الذائعة الصيت في العالم العربي، وقدمت أول مسلسل لها على التلفزيون عام 1977 بعنوان "أوراق الورد".