تخيل أن المكان الذي يُعتبر الأكثر أمانا للطفل، وهو منزله، قد يكون بيئة يتعرض فيها للعنف.. هذا السيناريو المُفزع هو واقع يواجهه ملايين الأطفال حول العالم يوميا.
منظمة الأمم المتحدة للطفولة يونيسيف كشفت أن قُرابة 400 مليون طفل في العالم دون سن الخامسة والسادسة أي 60% من الأطفال في هذه الفئة العمرية يتعرضون لعنف نفسي أو عقاب جسدي في منازلهم بانتظام.
نتائجُ التقييماتِ التي أجْرتها يونيسيف أظهرت أن حواليْ 330 مليونا من هؤلاء الأطفال يُعانون من عقوبات جسدية.
الخبراءُ أكدوا أن تعرض الأطفال للإساءة الجسدية أو اللفظية، وحِرمانَهم من الرعاية الاجتماعية والعاطفية من ذويهم يقضيان على تقديرهم لذاتهم، بينما تُسهم التنشئة الصحيحة والمرحة في إسعادهم وتعزيز شعورهم بالأمان، وتساعدهم في التعلم وبناء المهارات واستكشاف العالم من حولهم.
تقاريرُ تقول إن العديد من الدول تتجه إلى حظر العقاب الجسدي للأطفال في المنزل، إذ سنّت أكثرُ من نصف البلدان التي حظرت هذه الممارسة، وعددُها 66 بلدًا، قوانين ذات صلة في الخمسة عشر عاما الماضية.
ومع ذلك، يبقى قرابة نصف مليار طفل دون سن الخامسة بلا حماية قانونية كافية.
الدراسات تبين أن برامج تنشئة الأطفال المدعمة بالأدلة تُحسن رعاية الأطفال، وتُقلل العنف الأسري وسوء المعاملة، وتعزز الصحة العقلية للأطفال.
من هذه البرامج تقديم توجيه بشأن الأساليب الإيجابية، وبناءُ علاقات قوية بين الأطفال ووالديهم، ودعم اللعب، والتأديب غير العنيف، والتواصل.
وذكرت الاستشارية النفسية والاجتماعية لمى الصفدي، في حديثها لقناة "سكاي نيوز عربية":
- العنف هو كل أذى ممكن أن يتوجه للأطفال، يؤدي إلى إحساس بألم جسدي أو نفسي.
- آثار العنف قد تكون قصيرة المدى مثل الكدمات وغيرها، وأحيانا طويلة المدى، وهي التي تؤثر على حياته اليومية.
- أحيانا يتم فرض على الأطفال أن يتصرفوا وفق ما يسمى "معايير المجتمع".
- الشخص الذي يقول إنه لا يعاني نفسيا، هو أكثر شخص تجده يعاني من "ثغرات نفسية".
- كل ما يمر علينا لا يذهب هباء منثورا، لكنه يظل يتخزن في ذاكرتنا طوال حياتنا.