ارتفعت مداخيل تونس من العملة الصعبة في قطاع السياحة بـ7.9 بالمئة مقارنة بالسنة الماضية وذلك إلى حدود 30 من مايو المنقضي.
وأكد رئيس الجامعة التونسية لوكالات الأسفار والسياحة أحمد الطيب في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية" أن مؤشرات الحجوزات السياحية للصائفة تبدو إيجابية بالنظر إلى تزايد الاهتمام بالوجهة التونسية في مختلف الأسواق التقليدية على غرار فرنسا التي تسجل حضورها في تونس بمليون سائح وألمانيا التي زاد حضور سوّاحلها 20 بالمئة عن الموسم الماضي، إضافة إلى حضور السوق الإنجليزية.
وقال الطيب أن السياحة في تونس بدأت تسترجع عنفوانها بعد سنوات وباء كوفيد وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية مما حسّن في مداخيل قطاع السياحة وكل المستفيدين منه وسمح باسترجاع اليد العاملة المختصة التي فقدها القطاع على خلفية أزمة كورونا.
وبخصوص السوق الروسية التي كانت تشغل جزء مهما من العرض السياحي في تونس أوضح رئيس جامعة وكالات الأسفار أن بعض متعهدي الرحلات السياحية تعهدوا بجلب نحو 40 إلى 50 ألف سائح روسي هذه السنة، موضحا أن الحرب عطّلت مسار الرحلات وسبّبت صعوبات لوجيستية أمامهم.
وأكد الطيب أن السوق المغاربية المتمثلة في السياح الجزائريين والليبيين تشهد بدورها انتعاشة حيث سجلت العام الفارط قرابة 3 ملايين سائح وتبدو ملامحها إيجابية جدا في الموسم الحالي.
عرض متنوع شاطئي وصحراوي وإيكولوجي
وأشار رئيس الجامعة التونسية لوكالات الأسفار والسياحة إلى أن الشراكة بين القطاعين العام والخاص ساهمت في تطور خدمات السياحة في تونس على مستوى النقل الجوي والبري والبحري وخدمات الفنادق والإقامات البدلية والرحلات الترفيهية التي تتنوع بين السياحة الصحراوية والشاطئية والجبلية والصحية والإيكولوجية.
وأضاف الطيب أن تنوع العرض السياحي خرج بتونس من كلاسيكية السوق السياحية المرتبطة بالصائفة والشواطئ إلى عرض متكامل ومتنوع طيلة أشهر السنة.
من جهة أخرى، قال أحد أصحاب وكالات الأسفار أمين الحجام أنهم يعملون أيضا على تقديم عرض جيد للتونسيين ضمن برامج السياحة الداخلية خاصة وأن الكثير منهم أصبح يفضل برمجة العطل مع وكالات الأسفار للحصول على برامج سياحية وترفيهية مؤطرة.
وأشار الحجام في تصريحات للموقع إلى أن مهني القطاع السياحي يهتمون بالسائح التونسي ويقدمون له عروض مناسبة عبر منصات خاصة بالسياحة الداخلية والمغاربية للقادمين من الجزائر وليبيا ولكنها تشترط الحصول على حجوزات مبكرة.
عائدات مالية تتطور
هذا وقد أظهرت بيانات للبنك المركزي التونسي، في غضون هذا الأسبوع أن عائدات السياحة بلغت 2.143 مليار دينار مع نهاية شهر مايو مقابل 1.986 مليار دينار في الفترة نفسها من العام الماضي.
وتجدر الإشارة إلى أن انتعاشة السياحة في تونس بدأت مع الموسم الماضي 2023 عندما استقبلت البلاد 8.8 مليون زائر، بزيادة 49.3 بالمئة على عام 2022، ليوفر بذلك القطاع إيرادات مالية بقيمة تناهز 7 مليار دينار.
وتدعم هذه المؤشرات آمال تونس في انتعاش اقتصادها عبر القطاع السياحي الذي تأثر على مدى السنوات العشرة الماضية بفعل الهزات السياسية والأزمة الوبائية.