إيلي وايت تيرنر، فتاة بريطانية عمرها 20 عاما، ومثل أي فتاة في وقتنا الراهن تملك حسابا على منصات التواصل، لكن لم تكن تعلم أنه سيجر عليها الكثير من المتاعب.
وبدأت القصة، كما تقول إيلي في مقابلة مع صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، عندما نقرت بغير قصد على إعلان مزيف لبيع السيارات المستعملة على "فيسبوك"، بينما كانت تبحث عن سيارة من هذا النوع لصديقها.
وتمكن قراصنة إنترنت من اختراق حسابها على الموقع الأزرق، بحيث لم تعد هي قادرة على الدخول إليه، بينما استولى المخترقون على الحساب وصورها الشخصية التي استغلوها في تحقيق مآربهم.
وقالت إيلي إن "فيسبوك" لم يفعل شيئا من أجل استعادة حسابها من المحتالين، إذ لم يستجب الموقع لمطالبها المتكررة لحل المشكلة، علما بأن الحساب الذي يبلغ عمره 5 سنوات ويحتوي على كم هائل من صورها التي توثق ذكرياتها، فضلا عن تفاصيل اتصال شخصية، جرى تغيير الأخيرة في وقت لاحق من جانب المخترقين.
وبحسب ما أفادت الفتاة البريطانية، فقد أغرق مخترقو حسابها منصة البيع الخاصة بموقع "فيسبوك" (Marketplace) بالإعلانات المزيفة التي تزعم بيع السيارات بأسعار رخيصة للغاية.
وعمل المحتالون على تقديم عرض مغر لضحاياهم مفاده: "تقديم السيارة مع ضمان بإعادة المال المدفوع، لكنهم يختفون بمجرد استلام الأموال من الضحية".
ووفقما أفادت "ديلي ميل"، فقد تم نشر أكثر من 220 قائمة لبيع السيارات على حساب الفتاة بعد اختراقه، كما استعمل هؤلاء صورا حقيقية في محاولة لخداع الضحايا.
واختبرت "ديلي ميل" المحتالين الذين يسيطرون على الحساب، فطلبت منهم الحصول على سيارة مستعملة من طراز "مرسيدس بنز"، لكن المخترقين قالوا إنه تم بيعها مقابل 7 آلاف دولار في مزاد.
وردا على الاستفسارات التي طرحتها الصحيفة، طلب المحتالون التوجه إلى بريد إلكتروني، وهو تكتيك يتبعه قراصنة الإنترنت عادة لتلافي أي محاولة لكشف الاحتيال في "فيسبوك".
لكن وفقا للصحيفة، فإن هذه السيارة بيعت من طرف تاجر سيارات مستعملة في إسكتلندا لقاء 5 أضعاف هذا الثمن، إلا أن الصور والتفاصيل التي ظهرت في إعلان الصفحة سرقت من التاجر.
مشكلة عامة
يقول جيك مور، الخبير في أمن المعلومات، إن "فيسبوك" متردد بشأن التعامل مع عمليات الاحتيال في منصة البيع الخاصة به.
وسبب ذلك، وفق اعتقاد مور، هو أن هذه الصفحة تجلب الكثير من الزيارات إلى المنصة، وبالتالي تزيد من الرسوم التي تفرضها الشركة الأم على المعلنين.