أمرت سلطات التحقيق في محافظة قنا جنوبي مصر، بتجديد حبس سائق شاحنة لتسببه في تسرب غاز الكلور، مما نتج عنه وفاة سيدة وإصابة العشرات باختناقات، حسبما ذكر مصدر مطلع على سير التحقيقات لموقع "سكاي نيوز عربية"، الأحد.
وكشف المصدر تفاصيل الحادث بحسب ما تضمنته التحقيقات، مشيرا إلى أنه وقع حينما توجه سائق شاحنة تابعة لشركة مياه الشرب والصرف الصحي فرع قنا، إلى مقر الحملة الميكانيكية بمدينة العمال في وسط المدينة، لإصلاح عطل في إحدى عجلات الشاحنة التي كان على متنها أسطوانة فارغة بها بقايا لغاز الكلور المستخدم في تنقية مياه الشرب.
وتابع أنه "خلال تحركه بالشاحنة اصطدم شيء ما بالمحبس الخاص بأسطوانة الكلور، مما أدى لتسرب الغاز بشكل سريع جدا"، منوها إلى أنه "لولا هروب الكثير من سكان المنطقة خارج منازلهم كان يمكن أن تحدث كارثة".
وأضاف المصدر: "الطبيعي هو أن مثل هذه الأسطوانات مؤمنة تماما ولا خطورة منها، ويتحرك بها سائقو شاحنات محترفون ومدربون، لكن من الواضح أن هناك خلل ما حدث تسبب في الحادث، وهو ما ستكشفه تحقيقات النيابة العامة".
وأكد "ضبط السائق المسؤول عن الشاحنة فورا، وكذلك مراجعة إجراءات تحرك مثل تلك الشاحنات المخصصة لنقل أسطوانات غاز الكلور".
ومن جهة أخرى، قال وكيل وزارة الصحة في قنا راجي تواضروس لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن الحادث نتج عنه إصابة 90 شخصا بين أطفال وكبار بحالات اختناق، نتيجة الانتشار الواسع والسريع للغاز في المنطقة السكنية بمدينة العمال وسط قنا.
وأوضح أن الحادث نتج عنه أيضا وفاة سيدة تم إحضارها لمستشفى قنا العام ضمن المصابين، مشيرا إلى أنها "مسنة ولها تاريخ من الأمراض المزمنة".
ونوه إلى أن جميع المصابين باستثناء السيدة المتوفاة استقرت حالاتهم وخرجوا من المستشفى، بعد تقديم الرعاية اللازمة لهم والاطمئنان على وضعهم الصحي.
وفي السياق ذاته، وجه محافظ قنا أشرف الداودي مسؤولي شركة المياه والصرف الصحي، بضرورة التحقق من إجراءات السلامة لعدم تكرار مثل هذا الحادث.
كما كلف المحافظ وكيل وزارة التضامن الاجتماعي في قنا، بصرف تعويضات مالية مناسبة للمتضررين الذين مر عليهم أكثر من 24 ساعة بالمستشفى.