كشفت تحقيقات تجريها النيابة العامة في محافظة سوهاج جنوبي القاهرة عن كواليس جريمة مروعة ارتكبتها سيدة قتلت أطفالها الثلاثة بالسم، انتقاما من والدهم الذي انفصلت عنه وحاولت تضليل العدالة لمدة شهر لإخفاء جريمتها.
وفق سجلات مديرية أمن سوهاج، فقد تلقى قسم شرطة ثان سوهاج إخطارا من مستشفى سوهاج الجامعي يوم 16 يونيو الماضي باستقبال قسم الطوارئ لثلاثة أطفال أشقاء مصابين بهبوط حاد في الدورة الدموية والاشتباه في تسممهم نتيجة وجبة غذائية ما نتج عنه وفاتهم.
وبحضور رجال الشرطة للمستشفى تبين أن الأطفال هم ريم حمدي (8 سنوات) وشقيقتها بسمة (7 سنوات) وشقيقهما أمين (6 سنوات)، وترافقهم والدتهم شريهان فتحي، وجميعهم مقيمون بدائرة مركز شرطة المنشأة جنوبي سوهاج.
تفاصيل الجريمة
الشرطة سألت الأم فقالت إنها اصطحبت أطفالها في نزهة وتناولوا وجبة وعصائر ومثلجات ويبدو أن ذلك سبب لهم مضاعفات بسبب معاناتهم من مرض السكري.
وحسب مصدر أمني قال لموقع "سكاي نيوز عربية" إن الأم التي تعمل موظفة بالوحدة المحلية لمدينة المنشأة في سوهاج كانت في حالة انهيار تام وتبكي طوال الوقت حزنا على موت أطفالها لدرجة لم يتم الاشتباه فيها.
ولكن فجأة حضر والد الأطفال واتهم الأم بأنها قتلت أطفاله انتقاما منه بسبب انفصاله عنها منذ فترة وجيزة.
المصدر أوضح أنه تم اخطار النيابة العامة التي تولت التحقيق وأمرت بتشريح جثث الأطفال الثلاثة لبيان سبب وفاتهم، وصرف الأب والأم لحين ورود نتيجة التشريح.
وبعد أيام صدر تقرير الطب الشرعي الذي أكد وفاة الأطفال نتيجة تناولهم مادة سامة داخل وجبة طعام.
النيابة كلفت الشرطة بالتحري عن الواقعة فتوصل رجال المباحث إلى أن الأم تركت منزل الزوجية وذهبت لأهلها وأقامت مؤخرا دعوى خلع ضد زوجها والد الأطفال بسبب خلافات بينهما ورفضه تطليقها، وحينما علم بذلك أخذ منها الأطفال ولكن الأهالي من الطرفين توصلوا لاتفاق بينهما أن الأم هي من ترغب في الطلاق والأب يرغب في الاحتفاظ بالأطفال ولكن من حق الأم أن تراهم وتأخذهم نهاية كل أسبوع للمبيت معها.
نتيجة التحقيقات
وفق المصدر فإن التحريات توصلت إلى ان الأم هي آخر شخص كان مع الأطفال يوم الواقعة حيث اصطحبتهم للتنزه بدائرة مركز المنشأة ثم استغاثت بالأهالي بعد معاناتهم من إعياء شديد وساعدوها في نقلهم لمستشفى سوهاج الجامعي.
ومع إصرار الأب على أن الأم هي من قتلت أطفاله تم ضبطها وبتضييق الخناق عليها اعترفت بأنها من قتلت الأطفال.
وخلال تحقيقات النيابة أدلت المتهمة باعترافات مثيرة حيث قالت إنها كانت كل مرة تلتقي الأطفال تشعر بعذاب كبير لأنهم يخبرونها عن سوء معاملة الأب لهم وأنه يقول لهم دائما إنها سبب خراب البيت وأنه سيحرمها من رؤيتهم.
وتابعت أنها عزمت على تخليص أطفالها من هذا العذاب وتلك المعيشة السيئة فاشترت حبوبا سامة تستخدم في حفظ الغلال ووضعتها للأطفال في وجبات الطعام التي اشترتها لهم، وبعد تناولهم الطعام بدأوا في الصراخ الشديد فرق قلبها عليهم فاستغاثت بالمارة لمساعدتها لنقلهم للمستشفى لإسعافهم لكنهم فارقوا الحياة.
وبررت جريمتها بأن أطفالها "سيدخلون الجنة وهذا أفضل من الحياة التي كانوا يعانون فيها مع والدهم"، وقررت النيابة حبسها 4 أيام على ذمة التحقيق تمهيدا لإحالتها للمحاكمة الجنائية.