يتزايد إقبال الشباب والشابات في قطاع غزة على تعلم الموسيقى عبر التحاقهم بدورات متخصصة في المراكز الموسيقية بهدف تنمية مواهبهم وإضافة مساحة فنية تساعدهم على التجديد والتخفيف من ضغوط الحياة الصعبة داخل القطاع.
حب العزف على آلة العود هو القاسم المشترك لشبان وشابات في غزة. فهم في مركز لتعلم الموسيقى عبر دورة مجانية متخصصة وجدوا فيها فرصة لتنمية مواهبهم الموسيقية وتفريغ ما يعانون منه من ضغوط الحياة كما يقولون.
وتحدثنا "أصالة كلاب"، وهي متدربة على العزف على آلة العود حول هذا الشغف قائلة "أدرس الموسيقى باعتبارها غذاء للروح تفتح لنا المجال للهرب من الواقع المرير إلى العالم الذي نحبه، فقد لاحظت في نفسي خلال فترة وجيزة تطورا كبيرا وسريعا تمكنت خلالها العزف على مقام العجم والبياتي ولم يتوقف الأمر عند ذلك".
ويضيف حمزة العلول، المتدرب أيضا على العزف على آلة العود" أمام الأوضاع السيئة التي نعيشها فإن الموسيقى تسمح لنا بالاستمتاع والترفيه عن النفس وبما إني أحب آلة العود قررت تعلم العزف عليها".
في فرع مؤسسة ديليا اليونانية للفنون بغزة، وهي مؤسسة غير ربحية تسعى لتطوير قطاع الموسيقى في المجتمعات المهمشة والمحرومة يباشر رؤوف البلبيسي تدريب هؤلاء على مهارات العزف السماعي على آلة العود.
ويفسر البلبيسي الأمر قائلا: "نتعلم في البداية العزف السماعي بعيداً عن النوتة وبعد ستة أشهر يمكنهم أخذ النوتة، ومن ثمة الوصول إلى مرحلة القيام بعزف أي أغنية يتم سماعها بشكل عادي، وهذا الأمر من شأنه أن يكون ملجأ لإخراج الطاقة السلبية في ظل القيود المعيشية الصعبة في غزة.. هي إذن مساحة فنية تسعى لعالم يخلق فيه الشباب مستقبلاً أفضل من خلال الموسيقى".
تمكين الشابات من صقل مواهبهن الموسيقية ومنحهن صوتاً مسموعاً وفرصاً متكافئة لتسويق إبداعاتهن، من شأنه أن يمكنهن مستقبلاً من توظيف الموسيقى في حياتهن اليومية ومسيرتهن المهنية ومواجهة الواقع الصعب في قطاع محاصر".