أثارت رسالة مؤثرة من سوداني لشقيقيه في الجيش والدعم السريع تفاعلا كبيرا على المواقع الاجتماعية، في الوقت الذي تشهد فيه البلاد صراعا مستمرا منذ يوم السبت الماضي.
واختار الشاب السوداني محمد جالي أن يتوجه إلى موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" لنشر رسالة مؤثرة لأخويه اللذين يقفان على جبهتين مختلفتين في الحرب.
ويبدو من خلال حديثه أن أخاه الأكبر (مصعب) يقاتل في صفوف القوات المسلحة السودانية، فيما ينتمي أخيه الأصغر (يعقوب) لقوات الدعم السريع.
ونُشِرت أول رسالة يوم الثلاثاء الماضي، أي بعد مرور 4 أيام على بدء الاشتباكات، وجاء فيها: "إلى شقيقي مصعب جالي بالقوات المسلحة، ليلة البارحة رزق الله شقيقنا الأصغر بقوات الدعم السريع يعقوب جالي (أب جك) بولد وحتى الآن لا يعلم بذلك".
وأضاف: "إذا وقع أسيرا في يدك أو وقعت أسيرا في يده فأخبره بهذا الخبر". وتابع: "أسأل الله أن يحفظكما جميعا في هذه المعركة التي أرى أن الخاسر الوحيد فيها أنا".
وفي وقت متأخر من نفس اليوم، نشر محمد تدوينة أخرى، عبر فيها عن شكره للمتابعين على تفاعلهم الواسع مع رسالته المؤثرة، وأعلن كذلك أنه تمكن من التواصل مع شقيقيه.
وقال: "شكرا لشعوركم النبيل و التفاعل مع رسالتي العادية لأشقائي وكان دافعها الشوق و القلق".
وأوضح: "الحمدلله تواصلت مع أخواي الاثنين وهم بصحة جيدة و فرحوا لخبر المولود، و اتفقوا على تسميته لشخصي (محمد)، كما أنهم سخروا من قلقي و أخبروني بأنهم يقاتلون وفق قناعاتهم واحترمت ذلك رغم أنفي".
واليوم الخميس، نشر الشاب السوداني رسالة أخرى، لكن هذه المرة، وجهها إلى منتقديه، الذين عبروا عن رفضهم لتحويل المواقع الاجتماعية إلى صفحات استغاثة.
وجاء في رسالته: "لا يهزمونك دعاة الحرب بأن تحويل صفحتك إلى صفحة استغاثة هو ضعف منك أو حياد غير مبرر، فالآن لا توجد معركة وطنية نخوضها، بل معركة بين أبناء الوطن الواحد تشتت بينهم مصالح الحكم، و يصطادون في الماء العكر أصحاب امتيازات فُقدت منذ أمد بعيد، فلا تبتلع طُعم الجهوية والقبلية مقابل صكوك الوطنية التي يوزعونها".
في المقابل، عبر عدد كبير من المتابعين عن إعجابهم بالخطوة التي اتخذها محمد، رغم وصفهم رسالته بـ"الأليمة"، لأنها تكشف الانقسام الذي يعاني منه السودان.
وتأكد موقع "سكاي نيوز عربية" من مضمون الرسائل المنشورة، من خلال أحد أصدقاء محمد، المدعو عبد الملك موسى.