استقبل اللبنانيون للسنة الرابعة على التوالي شهر رمضان في ظل ظروف اقتصادية مأساوية تنغص عليهم فرحتهم بقدوم الشهر الفضيل.
ومع بداية الشهر الكريم، غابت أبرز أنواع الحلويات المحببة لدى الصائمين في كل المناطق اللبنانية عن مائدة الإفطار الرمضانية مثل "كلاج رمضان" و"القطايف بالقشطة"، نظرا للارتفاع الكبير في أسعارها بسبب زيادة كلفة المواد الأولية التي تدخل في تحضيرها مثل الجوز والفستق والسكر والحليب وحتى الطحين.
ارتفاع كبير في أسعار الحلويات.. والأولية لطبق الإفطار الرئيسي
قدرت مصادر في مرصد الأزمة بالجامعة الأميركية في بيروت "مبادرة بحثية تهدف الى دراسة تداعيات الأزمات المتعددة في لبنان" لموقع "سكاي نيوز عربية" أن "كلفة الإفطار الأساسي لأسرة مكونة من 5 أفراد تتخطى 6 ملايين ليرة يوميا".
وقال صاحب مصنع حلويات في بيروت لموقع "سكاي نيوز عربية" أن ثمن 12 حبة من "قطايف القشطة" وصل إلى 9 دولارات (حوالي مليون ليرة حاليا) بينما بلغ سعر قطعة حلوى "الكلاج" المكون من رقاقات بالسمن والسكر والقشطة دولارين (حوالي 200 ألف ليرة).
واشتكى لبنانيون في حديثهم لموقع "سكاي نيوز عربية" عن غياب الحلويات في رمضان عن موائدهم، بعد أن أصبح هم العائلات مقتصرا على تأمين الطبق الرئيسي للإفطار.
ولمواجهة ارتفاع أسعار الحلويات، باتت الكثيرات من ربات البيوت يقومون بإعدادها في المنزل لتخفيض التكاليف.
أسعار خيالية.. والمصنّعون يبررون
ارتفعت أسعار حلويات رمضان لهذا العام بالمقارنة مع الأعوام السابقة بشكل كبير، وهو ما يعزوه المصنّعون إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج وأسعار المواد الأولية، وغلاء المحروقات والغاز.
وفي جولة على بعض المتاجر الشهيرة في بيروت يظهر الارتفاع الجنوني في أسعار أصناف الحلويات المختلفة، فيبلغ سعر كيلو "الداعوقية" وهي حلوى بيروتية مصنوعة من طحين الفستق الحلبي والقشطة والسكر، 15 دولار للكيلو الواحد أي ما يقارب مليون ونصف المليون ليرة لبنانية، وهو ما يعادل نصف راتب موظف عادي في مؤسسات الدولة الرسمية.
واستنفرت الجمعيات الخيرية في لبنان لجمع التبرعات المالية والمساعدات من حبوب وتمر وزيوت وأجبان، لتأمين التمويل الكافي لمبادراتٍ تهدف لمساعدة المواطنين في الشهر الفضيل.
وقال مسؤولون عن بعض هذه الجمعيات لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن معظم هذه الجمعيات أطلقت حملات "إفطار صائم" تهدف الى تأمين وجبات يوميا قبل الإفطار تشمل الحساء والأرز والحلوى بما تيسر للمستحقين الذين زاد عددهم بشكل كبير في هذا العام.