ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان، ظهر يوم الخميس، برسالة وداع كتبها اللبناني بيار صقر (62 عاماً)، على حسابه بفيسبوك، قال إنها الرسالة الأخيرة قبل إقدامه على الانتحار.
وفور نشره الرسالة، تفاعل أصدقاء بيار وأقرباؤه مع المنشور، وحاولوا ثنيه عن قراره الخطير والسوداوي، ولكنّه لم يردّ على هاتفه كما أوردت التعليقات.
وأكد مصدر أمني لموقع سكاي نيوز عربية أن بيار صقر انتحر ووجد جثة هامدة في جرود بلدة بسكنتا قضاء جبل لبنان.
ضحية الانهيار
وفي رسالته، عزا بيار سبب اتّخاذه قرار الانتحار، إلى الضائقة الخانقة التي يمرّ بها والتي أجبرته على وقف معمل صناعة اللوحات الإعلانية، إضافة إلى معاناته من مشاكل صحّية. ومما كتبه في رسالته: "بعد قليل من الممكن ألا يكون عندي طعام".
وكتب صقر رسالة الوداعية عبر فيسبوك، معللًا إقدامه على الانتحار، محمّلا المسؤولية الى العمامة السوداء (في إشارة الى أمين عام حزب الله حسن نصر الله) والفاسدين والحرامية في الدولة اللبنانية، كما عمد الى كتابة وصيته التي لخّصها بـ النقاط التالية:
• هذه ذكرى مرور 3 سنوات على إقفال مصنعي الخاص.
• أعاني من مشاكل صحية ولا مال بحوزتي لتجديد إيجار المعمل.
• نشأت في عائلة مسيحية مؤمنة.
• أشعر بحزن منذ شهرين وجميع الأبواب أغلقت في وجهي.
• أنا ضحية الانهيار والفساد السياسي والمالي.
• أوصي أهلي بلف نعشي بعلم لبنان و افتخر باسم والدي رينيه صقر... أكتب هذه الكلمات وأنا أجهش بالبكاء.
وقال أحد أبناء مدينة زحلة، (عرف نفسه باسمه الأول فقط ميشال)، لموقع سكاي نيوز عربية " انتحار بيار مفاجأة للمدينة وهو من هواة تصوير المناظر الطبيعية في لبنان وانتحر في مكان مرتفع يطل على جبل صنين في جرود مدينة زحلة وبلدة بسكنتا في جبل لبنان".
واعتبر ميشال أن الفقيد "لا بد أنه مر بساعة تخل وستفتقده زحله والمناطق الجميلة التي كان ينشر صورها على صفحته الخاصة".
ونعى الوسط الاعلامي وأصدقاء صقر فيسبوك الرحيل الحزين وكتب الصحافي اللبناني إيلي الحاج "ضاقت به السبل وأنهى حياته بطلقة من بندقيته ورسالة إعلان يأس وإيمان بريء على فيسبوك. لم يترك لمحبيه الكثيرين فرصة لالتقاط الأنفاس ومحاولة إقناعه بأن ما يذهب إليه ليس حلاً."
وكتبت الصحافية فاطمة حوحو " لن نصدق ما نسمع ". وقال صحافي آخر" لماذا لم تخبرنا يا بيار بما كان يزعجك ربما كنا وقفنا إلى جانبك".
رأي علم النفس
وقالت نقيبة النفسانيين في لبنان ليلى عاقورة ديراني لموقع سكاي نيوز عربية "يكون الانتحار في سن الشباب أعلى نسبة من أعمار أخرى وقد يكون كذلك في سن التقاعد".
وأضافت أن "حالات الانتحار اجتمعت زمنيا في أسبوع محدد إنما الأسباب متعددة وتراكمية وليست خارجية، وممكن أن يكون السبب المؤثر كآبة قوية ووسواساً قهرياً قد تؤدي اليه حالة ذهنية معينة ".
وتزايدت حوادث الانتحار في لبنان خلال الأسبوع الماضي وانتقلت من منطقة إلى أخرى، والأسباب باتت معروفة وهي الوضع الاقتصادي والمعيشي الذي بات يقضّ مضاجع الناس وبالأخص الفقراء والمهمشين.
وكان لبنان قد شهد منذ الأسبوع الماضي سلسلة عمليات انتحار بلغت 6 في مناطق مختلفة. وعملية زحلة اليوم هي السابعة التي تنضم الى هذه الحصيلة.
وتشكل ظاهرة الانتحار خطراً اجتماعياً كبيراً في ظل الضغوطات المالية والأزمات المعيشية التي يعاني منها اللبناني .