واجه مسلسل "بالطو" الذي يُعرض على إحدى المنصّات المصرية انتقادات لاذعة، وهجوماً عنيفاً من أهالي قرية مطوبس في محافظة كفر الشيخ، الواقعة أقصى شمال مصر.
وظنَّ أهالي القرية أنَّ المسلسل يسيء إليهم، ووصل الأمر إلى قبّة البرلمان المصري، حيث تقدَّم عضو البرلمان المصري عن دائرة دسوق وفوه و مطوبس محمد سعد الصمودي، بياناً عاجلاً يطالب فيه بالتدخُّل لوقف عرض المسلسل الذي "يسئ لأهالي القرية" وفقاً لتعبيره.
مسلسل بالطو هو عمل درامي مصري، يُعرض في 10 حلقات، بطولة الفنان عصام عمر، تأليف أحمد عاطف فياض، إخراج عمر المهندس.
المسلسل يدور حول الطبيب الشاب الذي ينتقل بعد تخرُّجه لتنفيذ التكليف بقرية "طرشوخ الليف" (قرية وهمية) في مركز مطوبس بكفر الشيخ ويواجه العديد من الصعوبات لتغيير مكان التكليف.
موقع "سكاي نيوز عربية" تواصل مع مؤلف المسلسل وصاحب الشخصية الحقيقية في العمل، للرد على تلك الانتقادات، والذي كشف كواليس التصوير، وسبب إثارة المسلسل لكل هذا الجدل، وإمكانية عرض جزء ثانٍ من المسلسل.
بالطو وفانلة وتاب
يقول فياض في بداية حديثه: "كنت متحمساً للغاية لتحويل كتاب (بالطو وفانلة وتاب) لعمل فني؛ لرغبتي في تقديم القصّة بطريقة أفضل من الكتاب، وسرد قصص لا أستطيع سردها في الكتاب".
يشير مؤلف العمل إلى أنّه "رُغم نجاح الكتاب؛ لكنّي أردت تطويره بشكل جديد وتناول مختلف". وأضاف: "وجدتُ حالة من التقارب الفكري بيني وبين المخرج عمر المهندس منذ الجلسة الأولى بيننا، ورغبتنا في تقديمه دون إسفاف".
وأوضح "كون المؤلف والمخرج على نفس درجة التفكير، يجعل الأمور أسهل في تخيُّل إخراج العمل إلى شاشة التلفزيون، وهو ما أثبته لي المخرج بأنّه أهل للثقة ورغم أنّ هذا أول أعماله الدرامية لكنّه مخرج كبير وأتوقع له مستقبلا باهرا".
الإساءة لأهل الريف
يعلّق فياض على الانتقادات التي وُجّهت للمسلسل بتصدير صورة سيئة عن الريف المصري قائلاً: "العمل تدور أحداثه بقرية خيالية وهمية تسمى (طرشوخ الليف) وأي أحداث داخل المسلسل لا تمت بصلة لمركز مطوبس" التابع لمحافظة كفر الشيخ.
يستطرد المؤلف: "كل ما في الأمر أننا نسبنا القرية لمركز مطوبس لأنه من أشهر مراكز المحافظة، وأعتقد أنَّ كل من رأى العمل بعد ذلك تأكَّد بنفسه أنه لا يوجد إساءة سواء لمطوبس أو للريف".
وشدد على أنّ "المسلسل يُناقش قضية تكليف الأطباء الشباب بمهام إدارية أكبر منهم في بداية عملهم"، حيث غالباً ما يشكو العديد من الأطباء حديثي التخرُّج بتكليفهم بعمل بعيد عن أماكن سكنهم مما يشكّل عبئاً إضافيّاً على عملهم.
وتابع : الدراما ليست مطالبة بتقديم صورة مطابقة للواقع، ولكن الدراما مطالبة بالإحساس بالواقع لتكون قريبة من الناس، وليس شرطا أن تكون متطابقة 100 % ولكن على الأقل لا يشعر الناس أنها بعيدة عنهم تماما أو إن صناع العمل يعيشون في برج عاجي بعيداً عن الناس والمجتمع.
وعن القضايا الأخرى التي يناقشها العمل: "هناك أمور أخرى جانبية يناقشها العمل، لا أستطيع التحدُّث عنها باستفاضة في الوقت الحالي".
وقال فياض عن الاختلافات بينه، باعتباره صاحب الشخصية الحقيقية في العمل وبين الشخصية التي قدمت في المسلسل: "هناك اختلافات بيني وبين عاطف - بطل المسلسل، ومن أهمها أنني كنت مديراً للوحدة الصحية التي كان بها عدد أكبر من موظفي وحدة طرشوخ الليف وهذه كانت مشكلة أكبر لي."
جزء ثانٍ والشباب
وأوضح سبب تقديم العمل في عشر حلقات فقط قائلاً: "العمل في 10 حلقات؛ لأنني لا أرغب إطالة الأحداث أو التسبب في شعور المشاهد بالملل"، وعن إمكانية عرض جزء ثانٍ، أجاب: "هذا السؤال سيتم الإجابة عليه في الحلقة الأخيرة".
وشدد على ضرورة "إعطاء فرصة للشباب سواء مخرجين أو مؤلفين أو ممثلين"، موضّحاً أنَّ "عنصر الخبرة هام لكن هناك موهوبين يتمتعون بشغفٍ وحماسٍ في إثبات ذاتهم، وهو ما يمكن أن يعوِّض عنصر الخبرة؛ بالإضافة إلى أنَّ نجاح الشباب في أي مجال يعطي أملاً كبيراً للآخرين للنجاح".
وختم مؤلف مسلسل "بالطو" حواره لموقع "سكاي نيوز عربية" معتبراً أنَّ "السوشيال ميديا مؤشر كبير وصريح لردود الفعل؛ لأنَّ الجمهور يعلن إعجابه بكل صراحة، أو يهاجمه أيضاً بكل صراحة، أحيانا يكون الهجوم قاسٍ؛ لذلك لا يمكن لأي شخص تجاهل ردود فعل السوشيال ميديا"، معرباً عن سعادته بردود الفعل التي كانت إيجابية.