تكريمات عديدة أضافتها المؤسسات الثقافية والجامعات الاسبانية والعربية على شخص المستعرب الإسباني بيدرو مارتينيز مونتابيث، الذي غادرنا صبيحة يوم 14 فبراير، وذلك تقديرا للعمل المثمر والرائع الذي قام به الراحل في مجال الدراسات العربية، مما يجعله يستحق جائزة الشيخ زايد كشخصية ثقافية في 2009.
كان يحلو له أن يُطلق عليه المستعرب، لا المستشرق، نظرا لما أصاب الكلمة الأخيرة من تشوهات على يد بعض المستشرقين الذي لم ينصفوا الثقافة العربية ورموزها، بنظرتهم الاستعمارية التي رفضها الراحل.
قام المستعرب الراحل بتأليف العديد من الكتب والمقالات حول العالم العربي المعاصر، وآدابه وثقافته وتاريخه، وفي الوقت نفسه جسّد الماضي، وعلى وجه الخصوص، معنى تجربة الأندلس.
كتب تاريخ الأدب العربي الحديث وأعد الكثير من المختارات، وأنجز ترجمات رائعة ورائدة لأعمال العديد من أرقى الشعراء العرب ومنهم نزار قباني وجبران والسيّاب والبياتي وأدونيس وفدوى طوقان ومحمود درويش وسعدي يوسف وصلاح عبد الصبور.
من أبرز كتبه: مقدمة في الأدب العربي الحديث، ومقالات هامشية،و اكتشافات الأدب العربي الجديد، والقصيدة فلسطينية، وغيرها.
درس المستعرب الراحل درجته العلمية في التاريخ وعلم فقه اللغة السامية في جامعة مدريد، بعد أن حصل على الدكتوراه في الأخيرة في قسم اللغة العربية.
عمل أستاذا في جامعة عين شمس وجامعة القاهرة وجامعة كومبلوتنسي بمدريد، بالإضافة إلى كونه رئيسا لقسم في جامعة إشبيلية وجامعة مدريد المستقلة.
بعد مسيرته المهنية الطويلة، أصبح أستاذا فخريا، إذ حصل على درجة الدكتوراه الفخرية من قبل ثلاث جامعات: جيان وأليكانتي وغرناطة.
كان رئيسا لجمعية أصدقاء الشعب الفلسطيني، وجمعية الصداقة الإسبانية العربية، والجمعية الإسبانية للدراسات العربية، وعضوا فخريا في الدائرة بين الثقافات الإسبانية العربية.
حصل على عدة جوائز، منها جائزة التضامن مع العالم العربي التي تمنحها جمعية الصحفيين العرب في إسبانيا، وجائزة "القدس" من الجمعية الإسبانية الفلسطينية.
كما حصل على وسام الأندلس في عام 2008، وفي عام 2014 حصل على جائزة من اتحاد الكتاب الفلسطينيين.
*استطاع المستعرب الراحل مونتابيث أن يعيد الدراسات العربية في إسبانيا من العصور الوسطى إلى الزمن الحاضر.
كان متحمسا للخروج من الدوائر الأكاديمية المتخصصة إلى ما يعيشه الأدب العربي من نبض حقيقي.
هذا المستعرب الذي جاء من الشرق، ذهب إلى مصر بعد تخرجه ليعيش نشوة نهضة القومية العربية في الخمسينيات والستينيات أمام تحديات العصر آنذاك.
لعل دوره الرائد كان يكمن في بناء جسور التواصل بين الثقافتين العربية والإسبانية، وعمل على ربط المستعربين الإسبان والمستعربين في أميركا اللاتينية بالمتخصصين العرب باللغة وبالثقافة الإسبانية، ولهذا منحته جائزة الشيخ زايد لقب "شخصية العام الثقافية" في 2009.
هكذا خدم الأدب العربي طوال حياته، وكان عضوًا في العديد من اللجان العلمية والثقافية وساهم في العديد من المنشورات الإعلامية المختلفة.
السيرة ذاتية
- من مواليد عام 1933 في بلدة "شوذر من قضاء جيان الأندلسي" بإسبانيا.
- يعمل أستاذاً في جامعة غرناطة، وجامعة اليكانتي، وقد شغل العديد من المناصب الأكاديمية.
- ترأس جمعية الصداقة الإسبانية العربية، والجمعية الإسبانية للدراسات العربية.
- منح العديد من الجوائز والأوسمة، وحاز على «جائزة التضامن مع العالم العربي» من جمعية الصحفيين العرب في إسبانيا، وحاصل على درجة الدكتوراه بالفلسفة والأدب «اللغات السامية» من جامعة كومبلوتنسي في مدريد، إضافة إلى ثلاث درجات دكتوراه فخرية من جامعة جيان، وجامعة اليكانتي، وجامعة غرناطة.