على الرغم من كل الأزمات التي تعصف بلبنان، ما يزال مطعم "أغونيست" مستمرا في تقديم خدماته على يد مجموعة من "أصحاب الهمم"، وتحديدا من المصابين بمتلازمة داون.
ما قصة "أغونيست"؟
فور دخولك المقهى – المطعم، يستقبلك شبان وشابات بابتسامة وعزيمة عالية، تجعلك تتفاعل معهم تلقائيا.
في "أغونيست"، أراد مؤسسه الشاب اللبناني المتخصص في العلاج الطبيعي، وسيم الحاج، أن يوظف طاقما مؤلفا من ذوي الاحتياجات الخاصة وكسر أي حاجز يمنعهم من الاندماج في المجتمع.
كيف يجري العمل في المطعم؟
يختصر صاحب المقهى، المعالج الفيزيائي وسيم الحاج حديثه الخاص لموقع "سكاي نيوز عربية"، أهداف الافتتاح، بالقول:
- أهمية الوعي بقدرة ذوي الاحتياجات الخاصة على العمل وتحمل المسؤوليات، والثقة بقدرتهم على الفعل الإيجابي.
- يتكون الفريق من 12 عاملا (يعانون من متلازمة داون)، تلقى 6 منهم دورة تدريبية لمدة ثلاثة أشهر قبل فتح المطعم للعموم.
- درب الحاج الموظفين على التقنيات اللازمة التي يحتاجونها مثل حمل الصواني بشكل صحيح وتنظيف الطاولات أو استخدام آلة القهوة.
- يسلّم الموظف القائمة للزبائن الذين يضعون علامة على ما يريدون، ويكتبون لون الطاولة التي يجلسون عليها، ثم يأخذها إلى أحد الزملاء الآخرين حتى يتم إعداد الطلب.
- أكد الحاج أن الأجيال الجديدة تغيرت وأن المجتمع اللبناني صار واعياً بالقضايا المتعلقة بحقوق أصحاب الهمم.
- من خلال عملي كمعالج فيزيائي مع مجموعة الفتيان والفتيات في المطعم، اكتشفت قدراتهم الشخصية وحاجتهم للاندماج في المجتمع كغيرهم.
- هم بحاجة لإعطائهم الفرصة في العمل ليثبتوا أنهم عناصر إيجابية وفعالة في المجتمع ولا يشكلون عبئا على أهلهم وعلى مجتمعهم.
بداية الفكرة
ويوضح الحاج: "سعيت إلى تنفيذ الفكرة بتمويل ذاتي عبر قرض شخصي من المصرف قبل الأزمة وتمكنت من افتتاح المشروع، بالتعاون مع إحدى الجمعيات الأهلية التي تعنى بمثل حالتهم والتي أبدت رغبتها بالمساعدة، ووقع الاختيار على 6 أشخاص للبدء بالمشروع واستغرق التدريب قرابة 3 أشهر".
وتابع: "افتتحنا أول فرع في منطقة الزلقا شمال العاصمة بيروت وفوجئنا بالإقبال الجيد من العديد من شرائح المجتمع اللبناني وحتى من خارج لبنان، ومن ثم تلقينا العديد من حملات الدعم للمشروع" .
وأضاف: "تمكننا لاحقا من تطوير المشروع وأطلقنا سيارة "كافيه متنقلة" لتقديم القهوة والمرطبات وبدأنا نزور الجامعات ونشارك بالمناسبات الاجتماعية، التي أعطتنا المزيد من الدعم والانتشار وتقبل الفكرة".
تأثير الأزمة
وبخصوص تأثير الأزمة، يقول مؤسس المطعم: "تعرض المشروع للتوقف بعد ثورة 17 أكتوبر و انتشار وباء كورونا لكننا أكملنا رغم المتاعب، وصارت كل أرباح المشروع لدعم هذه المجموعة".
وأردف قائلا: "نعمل حالياً على فتح فرع جديد وتوظيف أعضاء جدد من المجموعة ومساعدتهم للعمل في أماكن أخرى".
انفجار بيروت
وكشف وسيم: "أصيب المطعم بعد انفجار مرفأ بيروت بأضرار جسيمة وتمكننا من إعادة ترميمه بمساعدة الجمعيات الخيرية وبمجهودنا الذاتي، وفتحنا فرعنا الثاني مطلع عام 2022 في مجمع سيتي سنتر في بيروت، وافتتحنا ركنا جديدا في مجمع سيتي مول في منطقة الدورة شمال بيروت مطلع هذا العام".
إيجابية من الزبائن
ويشير الحاج: "في حال حصول خطأ أثناء العمل يقدم الزبون المساعدة على الحل.. والزبائن غالبا ما يؤمنون الدعم النفسي للطاقم ويتعاملون معه بروح رياضية عالية".
ويختم وسيم الحاج حديثه لموقعنا بالقول: "لعله أول مقهى من نوعه يفتتح في العالم العربي، ولدينا الاستعداد لفتح فروع مشابهة في الدول العربية خصوصا أننا نمتلك رخصة قانونية وعلامة تجارية خاصة للمطعم".