يقترب حسن الرحيبة رئيس بلدية أم الجمال الأردنية الواقعة في أقصى شمال الأردن على بعد 86 كم من العاصمة الأردنية عمان، من تحقيق هدف إدراج موقع أم الجمال الأثري إلى قائمة التراث العالمي.
وأوضح الرحيبة خلال حديثه لموقع سكاي نيوز عربية أنه وفريقه عملوا على هذا الملف منذ 8 سنوات دون كلل أو ملل على الرغم من المعيقات التي كانت تواجههم.
ويعتبر موقع أم الجمال الأثري سابع المواقع الأردنية التي ستدخل إلى قائمة التراث العالمي في حال قبول ملفها، الأمر الذي سينعكس بدوره على رفد الاقتصاد الأردني والقطاع السياحي في الأردن بشكل عام.
وأوضح الرحيبة أن ملف إدراج موقع أم الجمال إلى القائمة سيتم تسليمه رسميا إلى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” يوم الخميس المقبل عبر السفير الأردني في فرنسا بمقرها في باريس، في حين أن الرد على قبول أو رفض الملف سيصدر في موعد يقدّر أن يكون في مطلع شهر مارس المقبل، معبرا عن تفاؤله بقبول الملف.
وعزا تفاؤله إلى عدة أسباب أهمها أن الموقع يتمتع بالعديد من نقاط القوة بما يتعلق بالقيمة النسبية في حين أن المنظمة تشترط أن تكون هنالك نقطة قوة واحدة للقيمة النسبية لإدراج أي موقع على القائمة.
وبيّن أن أبرز هذه النقاط، أن الموقع يشمل مدينة نبطية متكاملة وتشمل 150 مبنى محاطة بأسوار محصنة، إضافة إلى النظام المعماري والهندسي الممتزج بين الحضارة النبطية والرومانية المتمثل بنظام الأسقف الحجرية من البازلت ونظام الأقواس، ما شكل نظام مقاومة الزلازل.
وذكر أن الفن المعماري الموجود في الموقع كان متقدما جدا حيث يوجد في الموقع نظام ري إعجازي يسحب الماء من مسافة 42 كيلومترا عبر قنوات لكل مبنى من المباني الـ 150.
إدارة الموقع الذي سيدرج سيشمل 540 دونما من داخل الموقع الأثري. حسن الرحيبة رئيس بلدية أم الجمال
ولفت الرحيبة خلال حديثه، إلى أن البلدية عندما بدأت في المشروع قبل 8 سنوات واجهت العديد من الصعوبات أهمها أن دائرة الآثار العامة لا تمتلك دراسات عن الموقع أو خبراء أردنيين يستطيعون كتابة ملف الموقع لإدراجه على القائمة.
وتابع، "وقعت البلدية في حينها مذكرة تعاون مع جامعة كالفن الأميركية لإرسال خبراء آثار وباحثين لتحديد القيمة النسبية ونقاط القوة للموقع للمساهمة في كتابة الملف المكون من 6 فصول"، وقام الرحيبة ممثلا عن أهالي المنطقة بشكرهم على المجهود الذي بذلوه دون أي مقابل.
كما تعتزم البلدية تنفيذ برنامج مكثف لتعزيز الملف المقدم إلى “اليونسكو”، وذلك من خلال دعوة سفراء الدول الأعضاء الذين سيصوتون على ملف إدراج الموقع على القائمة، وإطلاعهم على أهميته الموقع واستعراض نقاط القوة في القيمة النسبية التي يتمتع بها الموقع، إلى جانب الحملات التروجية للموقع عبر مختلف الوسائل وفي جميع أنحاء العالم.
فرصة استثمارية
ودعا الرحيبة جميع الراغبين بالإستثمار في المنطقة لزيارة المنطقة واستطلاع الفرص الاستثمارية الموجودة في المنطقة، وأكد أنها تعد فرصة استثمارية لمحدودية الخدمات السياحية في المنطقة بدأ من الفنادق أو بيوت الإقامة وصولا إلى باقي الخدمات الأخرى التي تحتاجها المواقع السياحية.
وأشار، إلى أن 10 آلاف زائر قاموا بزيارة منطقة أم الجمال خلال العام الماضي، مؤكدا أن الرقم سيتضاعف وستشهد إقبالا كبيرا ونموا غير مسبوق في حال إدراجها على القائمة.
تاريخ عريق
وتعتبر منطقة أم الجمال إحدى مدن الديكابولس العشرة وكانت تعرف باسم (كانثا)، وهي مدينة رومانية أثرية تقع بالقرب من الحدود السورية الأردنية، وتتميز بأروع البوابات الحجرية وتعرف باسم «الواحة السوداء» وذلك لما بها من أعداد كبيرة من الأحجار البركانية السوداء.
ويرجع تاريخ "أم الجمال" إلى العصر النبطي الروماني البيزنطي. وقد بنيت في إحدى مستوطنات النبطيين القديمة من الطوب البازلتي الأسود المدعم بقوالب مستطيلة من البازلت وازدهرت في القرن الأول قبل الميلاد، على طرف أحد الأودية التي تنحدر من جبل الدروز باتجاه الجنوب الغربي.
ومرت المدينة بحكم العباسيين والأمويين، ومن ثم خضعت للانتدابين الفرنسي والبريطاني.
أبناء المدينة حافظوا عليها
الرحيبة شكر أبناء المدينة لمحافظتهم على الموقع الأثري وعدم المساس به، وأكد أن الأهالي التي كانت تسكنه حافظوا عليها لحين الخروج منها، وأشار أن العمران الحديث يطوق المنطقة ولا يوجد أي بناء داخل الموقع الأثري.