في أحد أحياء العاصمة نواكشوط، وبالتحديد منطقة "صكوك"، يتجول الشريف ولد الشيخ في أرجاء منتجعه التقليدي، متفقدا سير العمل، والتجهيزات، قبل موعد إقبال الزبناء.
تأسس المشروع، وهو عبارة عن حوش به مجموعة من الخيم، عام 2019، حيث تتمحور خدماته في تقديم الوجبات التقليدية المحلية فقط، إضافة إلى توصيل الطلبات.
بدأ الشريف العمل في هذا المشروع منذ تأسيسه، وقد تفرغ له بعد أن كان طالبا في "الطيران، والمعلوماتية"، موضحا لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن العائدات المادية لهذا المشروع جعلته يمنحه جميع أوقاته.
ويقول الشريف: "نقدم لزبنائنا جميع الوجبات المحلية، وأحيانا يصل دخلنا اليومي إلى 400,000 ألف أوقية أي ما يعادل 1400 دولار، ويوفر هذا المشروع حوالي 22 فرصة عمل".
وأضاف أن الإقبال يكثر عادة في فترة الصيف، حيث يكون المنتجع ملائما للاسترخاء بالنسبة للمهرقين من صخب المدينة.
تعرف هذه المشاريع بـ"البوادي"، نظرا للأصالة التي تطبعها، وقد استطاعت بذلك استقطاب الكثير من الزبائن.
وفي ذات المنطقة التي عرفت انتشار العديد من هذه المشاريع، تجلس مجموعة من الشباب تحت خيمة في جو استرخائي بدوي بحت، يسقون من الشاي الموريتاني، ويسرد عليهم "المشوي" نكهته بدخانه المتصاعد، وتصدح من هاتف أحدهم أغنية للفنانة "النعمة بنت الشويخ".
ومن بين المستجمين في هذا الجو، السالك ولد سيدي، الذي أعرب لموقع "سكاي نيوز عربية"، عن هوسه بالاسترخاء في هذا النوع من المنتجعات.
ويقول السالك: "ما يميز هذه المنتجعات، هو تسويقها لثقافة وأصالة موريتانيا، كما أن جوها الهادئ يمنحني راحة الأرياف تماما، آتي هنا كل ليلتين رفقة الأصدقاء، ونقضي أوقاتا ممتعة. هذه المشاريع بالنسبة لي، هي ما يحفزني على العمل والبقاء في نواكشوط."
وأمام حوش آخر غير بعيد، تشرف حنان بنت مولاي الزين، التي أسست مشروعا منذ عام رفقة مجموعة شبابية، على تجهيز الخيم قبل موعد إقبال الزبناء.
تأسس هذا المنتجع بجهود ذاتية كما تقول بنت مولاي الزين، وفضلا عن وجود زبائن دائمين، يوفر هذا المشروع وجبة "الغداء" لعدة شركات، ومؤسسات تجارية، ضمن إطار توسعه وتطويره.
وتضيف حنان لـ"سكاي نيوز عربية": "نخصص معظم الأرباح لتطوير هذا المشروع، كتحديث الأثاث، حتى يحافظ على مكانته لدى الزبائن.
يتزايد الإقبال علينا في أيام عطلة الأسبوع، ويصل الدخل اليومي أحيانا إلى 500 ألف أوقية. مكننا هذا المشروع من تدبر أمورنا الخاصة، ونسعى إلى التوسع فيه."
وتماشيا مع تلك الأجواء الغريبة على المدينة، يتجهز المنمي سالم ولد علي في شارع "مسعود"، لعملية حلب الإبل رفقة أحد معاونيه، يمتلك سالم قطيعا من الإبل، يبيع لبنها للمستجممين، وقد بدأ يعمل على هذا المشروع منذ سنوات.
ويقول سالم لـ"سكاي نيوز عربية": "قدمت إلى العاصمة نواكشوط منذ سنوات لإنشاء منتجع خاص لبيع اللبن، واستقطبت خلال العام الأول الكثير من الزبائن، لايمكنني أن أقدر عددهم، لكنني أجزم أنهم يتجاوزن الثلاثين كل ليلة.
بدأت مؤخرا أتعامل مع العديد من البقالات لبيع اللبن، وقد زاد ذلك من أرباحي، وأفكر الآن في تأسيس منتجعات جديدة في مناطق أخرى من العاصمة."
منتجعات البوادي، دخلت سوق الاستجمام بقوة، وقد أصبحت مأوى لتجمع العائلات والأصدقاء، خاصة أنها في أماكن استراتجية من العاصمة نواكشوط، بحسب حمود ولد محمد الأمين.
ويقول حمود لـ"سكاي نيوز عربية": أخرج مع عائلتي كل أسبوع إلى أحد منتجعات البوادي، لم أعد أطيق المطاعم أو المقاهي، ونظرا لبعد البحر من نواكشوط، وجدت ملاذي في البوادي، في هي مكان ملائم للخروج مع العائلات."
وخلال الفترة الأخيرة بدأ المستثمرون، يصوبون أنظارهم اتجاه "منتجعات البوادي"، وقد شهدت نواكشوط مؤخرا انتشار العديد منهم، بوسائل وتجهيزات حديثة.
وبشكل عام، يعاني بعضهم من غلاء إيجار الحوش، حيث يتراوح بين 300 ألف، و500 ألف أوقية، إضافة إلى الضرائب."