أثّر الجفاف في العراق سلبًا، على أصحاب المزارع السمكية، ويعاني المستشمرون في هذا القطاع من نقص في المياه العذبة، إضافةً إلى ارتفاع نسبة الكبريت في المزارع السمكية.
يسترجع مزارعو العراق ذكريات ماضٍ ليس ببعيد كانت فيه مزرعهم الوجهة الأولى لتربية الأسماك النهرية.. لكن في ظل جفاف الآبار ونقص مصادر المياه، تلاشت مشروعات الاستزراع السمكي.
يقول صاحب مزرعة السمك، زيد العرداوي، "كانت الأنهار مياها مرتفعة وجارية كان يوصلنا ماء عذب بالآبار كنا نستطيع الاستفادة من الماء الذي يأتينا من البئر، لكن منذ بدء يقل الماء شوي شوي بدء يرتفع الكبريت لدينا بماء البئر وهذا يسبب هلاكات يعني يسبب هلاكات حتى الإنسان إذا استخدمه يعني يتمرض كيف الأسماك إللي هي أدق".
همُ آخر يحمله مزارعو مدينة النجف في العراق من جراء هذا الجفاف.. إذ تسببت المياه الراكدة بالأحواض في انتشار الأمراض الفتاكة للأسماك مثل فيروس "كوي الهربس"، مما تسبب في قلة إنتاجها إلى أقل من سبعمائة طن بعدما بلغ، عام ألفين وثمانية عشر، أكثر من ألفي طن.
يقول مدير زراعة في محافظة النجف، منعم شهيد، "نتيجة ركود المياه وعدم جريانها مما أدى إلى انتشار بعض الأمراض وخاصة مرض الكوي هربس اللي حاليا موجود المؤشر في الأيام السابقة".
ويضيف منعم شهيد لسكاي نيوز عربية: "هذا المرض فتاك ومهم إضافة إلى الأمراض السابقة إللي انتشرت في محافظة النجف وأدت إلى نفوق أعداد كبيرة من الأسماك وأثرت تأثير كبير على إنتاجيتها".
فلة الإنتاج التي تعاني منها مزارع تربية الأسماك في العراق انعكس سلبا على ارتفاع ثمنها في الأسواق، حيث شهدت ارتفاع ملحوظا في الآونة الأخيرة بسبب قلة المياه وانتشار الأمراض داخل المزارع.
يوضح بائع السمك، خالد حسين لـ"سكاي نيوز عربية" معناتهم كعاملين في مجال بيع الأسماك: "هذه معاناتنا، يأتي المواطن تقول له 40 أو 50 ألف دينار عراقي يهرب، تقول له الكيلو 7 آلاف يخبرك إنو ما عندي تأتي لهذه الحرشة (يطلق على نوع من الأسماك الصغيرة) 8 آلاف دينار ما يقبل بهالله ما عنده الفقير إذا أجرته باليوم 15 ألف دينار يشتري 2 كيلو بـ30 ألف دينار، هذا سبب من الماء لا يوجد ماء".
وظلت أزمة المياه في العراق تتشكل على مدى عقدين تقريبا.. وسجلت مناطق في بابل وكربلاء والنجف والديوانية نفوق عشرات الآلاف من الأطنان في الأقفاص النهرية والمزارع السمكية على نهري دجلة والفرات.