اكتشفت في قطاع غزة مقبرة أثرية رومانية تعود للقرن الأول الميلادي، أي قبل نحو 2000 عام، وذلك خلال أعمال حفر وبناء شمال غربي القطاع.
وقد عثر فريق من الباحثين المحليين والدوليين في هذا الموقع المكتشف على عشرات القبور الرومانية وعدد من القطع الأثرية والأواني الزجاجية.
هذا النبش إيذاناً بالكشف عن الطريق الروماني القديم الذي مر على غزة قبل نحو ألفي عام، فالقبور الرومانية التي كشفت عنها الصدفة هنا خلال أعمال حفر وبناء بشمال غربي مدينة غزة، مازالت في مراحلها الأولية.
يقول رئيس فريق التنقيب، فضل العطل: "أول مرة تظهر معنا قبور رومانية بهذا الشكل وهي تعود للقرن الأول الميلادي، اليوم وصلنا لخمسين قبرا والأهمية الأكبر أنه من الممكن أن تزداد أعداد القبور والمساحة أكثر فأكثر".
القبور تنوعت بين الهرمية والفردية والجماعية، فضلاً عما ضمته من قطع أثرية وجرار فخارية وبعض الأواني الزجاجية المستخدمة خلال الطقوس الجنائزية في العهد الروماني، فيما تسعى أعمال التنقيب لمعرفة عدد الأشخاص في القبور وأسباب الوفاة.
يقول طارق سكيك وهو عامل ضمن فريق التنقيب: "كل ما نراه حالياً من قبور رومانية أو هناك في ’تل أم عامر‘ من مباني أو دير روماني أو بيزنطي يدلل على أن هناك حضارة قائمة في هذه المناطق".
لنحو 5 أشهر مقبلة ستستمر أعمال التنقيب بتمويل من صندوق حماية التراث في المجلس الثقافي البريطاني وبالشراكة مع الإغاثة الأولية الدولية والمدرسة الفرنسية للآثار في القدس.
وإن كانت الآثار المكتشفة هنا قبوراً إلا أن علم الآثار والإنسان يتقاطعان هنا ليجعلا منها موضع دراسة واهتمام، فهذه القبور في نظر المنقبين تعد امتداداً لموقع مدينة الأنثيدون الأثرية، التي كانت مرفأ لغزة خلال الحقبتين اليونانية والرومانية.