يفتقد المشاهد السينمائي العراقي للأفلام العراقية التي كانت غزيرة الإنتاج في الثمانينيات من القرن الماضي أما اليوم فالمشاهد العراقي لم يعد يشاهد منذ سنوات فلماً من إنتاج عراقي خالص لذلك اتجه عشاق السينما نحو الأفلام العالمية.
وقال الفنان العراقي، طلال هادي: "العراق مر بمرحلتين المرحلة الأولى مرحلة الإرهاب، لذلك الدولة والشركات همها كان الجانب الأمني فقط، المرحلة الثانية مرحلة الإغراق في الفساد فالبلد يمر بضائقة وظرف عصيب هنالك فساد إداري مستشري وفساد اقتصادي كل هذه الظروف قادت إلى أن الترهل أصاب ليس فقط السينما إنما المسرح والتلفزيون والإذاعة".
من جانبه، قال الفنان محسن سالم: "كل مجتمع يحتاج إلى طريقة لجذبه، هناك عروض لفيلم قصير تنتجها دائرة السينما والمسرح ولكن مقتصره على مهرجانات مغلقة، هناك تجربة أو تجربتين روائيتين لأفلام طويلة لكن للأسف كصناع سينما يعون أن شباك التذاكر خاسر في العراق لأسباب يطول شرحها.
دائرة السينما والمسرح التابعة لوزارة الثقافة وفي محاولة منها لإعادة الروح إلى الحياة السينمائية دعمت إنتاج ثلاثة عشر فلما ما بين فيلم قصير وروائي ورسوم متحركة لكن العديد من الفنانين يرون أن خطة الدعم هذه منقوصة وموسمية لا يمكن لها أن ترسم آفاقا واسعة لسينما عراقية جديدة خصوصا لدى جيل الشباب سواء من الفنانين أو المخرجين أو المتابعين .
حال السينما العراقية التي يرثى لها ومع دخول وسائل التواصل الاجتماعي إلى العراق بشكل واسع دفعت الكثيرين إلى خلق أفكار جديدة لجذب المشاهد العراقي العاشق للفن السابع.
وفي مختلف الأزمنة والأوقات يحرص العراقيون على متابعة أحدث الإصدارات لشباك التذاكر العالمية كتعويض معنوي عن غياب سينما بلادهم بفعل عوامل كثيرة بل هم يخلقون الأفكار الجديدة للوصول إلى متعة المشاهدة السينمائية سواء داخل صالات العرض أو خارجها.
هنا نجد واحدة من تلك الأفكار، إنها سينما السيارات التي تعرض آخر الإصدارات العالمية من أفلام مختلفة تتصدر شباك التذاكر وهو أمر استقطب فئة واسعة من عشاق السينما ودفعهم إلى الخروج من منازلهم لمشاهدة الأفلام الحديثة.
بدوره قال المشاهد حسام عارف:" الميزة الأفضل في سينما السيارات هي أن الشخص يستطيع أن يأخذ خصوصيته في سينما السيارة والأسر أصحاب الأطفال الصغار لا يمكن أن يزعجوا غيرهم لأنهم في داخل السيارة، يستطيع رب الأسرة إن حصل أي إزعاج من الطفل أن يغلق زجاج السيارة ويكمل مشاهدة الفلم.
أما سينما المولات فهي المنفذ الأوسع الذي وجده الجمهور العراقي كبديل عن دور العرض الكلاسيكية والتي باتت لا تتماشى مع التطور الحاصل خصوصا وأن سينما المولات تتميز بحداثة عروضها والأجواء الخاصة بمشاهدة الأفلام التي غابت عن دور العرض الكلاسيكية.
ومع كل عرض سينمائي جديد يعيش المشاهد العراقي حلم العودة السريعة إلى الزمن الجميل زمن الإنتاج الغزير للأفلام العراقية.