تم إدراج خبز الباغيت الفرنسي، الأربعاء 30 نوفمبر، على قائمة اليونسكو للتراث غير المادي للبشرية، بعد أن تم اختيار تقديم ترشيحه في بداية عام 2021 من قبل فرنسا.
وفق تقديرات عام 2019، يستهلك 12 مليون فرنسي نحو 16 مليون "باغيت" يوميا أي ما يعادل نحو 6 مليارات سنويا.
ويخضع هذا النوع من الخبز الفرنسي التقليدي إلى مرسوم 1993، الذي يهدف إلى حماية الخبازين الحرفيين وفي نفس الوقت يفرض عليهم شروطا صارمة للغاية، مثل حظر إضافة مواد حافظة. كما أنه موضوع مسابقة وطنية يتم خلالها اختيار أحسن خباز ليزود الإليزيه بالباغيت مدة عام كامل.
وبمجرد إعلانه تراثا غير مادي، أشاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على منصة "تويتر" بهذا الإنجاز الفرنسي قائلا: "250 جرامًا من السحر والكمال في حياتنا اليومية. طريقة حياة فرنسية". مضيفًا: "كنا نكافح لسنوات مع الخبازين وعالم فن الطهو من أجل الاعتراف به. الباغيت الفرنسي هو الآن تراث غير ملموس لليونسكو".
لكن هذا التراث الفرنسي "في خطر" بحسب تعبير رئيس الاتحاد الوطني للمخابز والمعجنات الفرنسية، دومينيك أنراكت الذي دافع عن هذا التمييز وحصل عليه من منظمة عالمية.
ويشرح وفي تصريحه لموقع "سكاي نيوز عربية، "هذا الاعتراف مهم بشكل خاص بالنظر إلى التهديدات التي تتعرض لها هذه الصناعة التقليدية، مثل التصنيع وانخفاض عدد المخابز في عام 1975، كان هناك حوالي 55,000 مخبز حرفي (مخبز واحد لـ 790 نسمة) مقابل 35,000 مخبز اليوم (واحد لكل 2,000 نسمة)، أي اختفاء أربعمائة مخبز سنويًا في المتوسط لمدة خمسين عامًا".
ويوضح قائلاً: "سيكون لدينا دائمًا خبز الباغيت ولكن الهدف هو الحصول على خبز فرنسي ذو جودة عالية بعيدا عن الخبز الصناعي الذي يباع في محلات التسوق الكبرى. لقد شرحت لهيئة المحلفين كيف يتم صنع الرغيف الفرنسي، بالعجن البطيء والتخمير الطويل. أخبرتهم أيضا كيف أن حياة فرنسية اجتماعية ترسم داخل المخابز في جميع المدن والقرى".
وفي المقابل، اعتبر أنراكت أن "هذا الإنجاز ليس إجراءً تجاريًا وليس علامة تجارية ولكن ليعلم الجميع أن صناعة الباغيت معرفة حقيقية".
ويبدو أن هذه الحرفة التقليدية تعاني من مخاطر أكبر في ظل الصعوبات المرتبطة بأزمة الطاقة في فرنسا.
وهذا ما يؤكده ستيفان رافاسيلي، خباز فرنسي لموقع "سكاي نيوز عربية" الذي حذر من "انفجار سعر المواد الخام التي تدخل في صناعة هذا الموروث الثقافي وارتفاع فواتير الكهرباء والغاز. ما يؤثر على أرباح المخابز التي يفضل مالكوها إقفالها بشكل نهائي أو مؤقت في انتظار مرور موجة الغلاء".
ولكل هذه الأسباب، دعا رئيس الاتحاد الوطني للمخابز والمعجنات الفرنسية الحكومة إلى التدخل وتقديم مساعدة خاصة إلى المخابز خصوصا بعد هذا الاعتراف "لأن هذا النوع من الخبز يحتاج كمية كبيرة من الكهرباء لتحقيق الحجم المطلوب من الانتفاخ ونجاح الوصفة. وإذا لم تتدخل الوزارة المعنية سنشاهد المزيد من المخابز تقفل أبوابها أمام الفرنسيين".