نينوى مهد الحضارات، على أرضها المعطاء التي يخترقها، نهر دجلة، عاش الإنسان بدايات حياته، وأرسى عليها قواعد العديد من الممالك والدويلات.
ممالك استمدت منها البشرية، أسس ونهج الحياة على مر العصور، وحقائق تاريخية تؤكدها أحدث الاستكشافات الأثرية المتمثلة، بعدد من الجداريات الصخرية.
هذه الجداريات اكتشفها مؤخراً، باحثون في الآثار من جامعة بنسلفينيا الأميركية، تعود إلى 2700 عام قبل الميلاد.
ويسرد التاريخ العريق لمدينة نينوى أنها كانت محاطة بسور صخري، وبارتفاع يصل إلى نحو سبعة أمتار، تتخلله 18 بوابة من أبرزها، بوابة المسقى هذه، التي كانت تطل على نهر دجلة.
تقول روايات التاريخ إن هذه الألواح المكتشفة، كانت تزين جدران قصر الملك الآشوري سنحاريب، قبل أن ينقلها حفيده إلى هذا الموقع، لتدعيم الجزء السفلي من السور المحيط ببوابة المسقى.
الموقع تعرض للخراب مرتين، الأولى في عام 612 قبل الميلاد، على أيدي الميتانيين، والثانية على أيدي مسلحي تنظيم داعش قبل ستة أعوام .
بيد أن أحد أثرياء الموصل، قرر إعادة ترميم جانب من السور المدمر، على نفقته الخاصة.
الكتابات المسمارية، المنقوشة على معظم الألواح، تحمل حسب مختصين عبارات تشير إلى بوابات سور نينوى، وعهد الملك الذي شيد هذا الموقع .
السور مبني في جزئه العلوي بمكعبات من الطين، بينما الجزء السفلي منه مدعوم بهذه الألواح الحجرية المستطيلة الشكل.
أما أرضية أجزاء منه؛ فمغطاة بالأسفلت، وهو ما يوحي بأن الآشوريين ربما كانوا أولَ من اكتشفَ هذه المادة واستخدموها في أعمال البناء.
مديرية الآثار في نينوى، أبرمت عقوداً مع جامعات ألمانية وأميركية وإيطالية، لتأهيل العديد من المواقع الأثرية، وإعادة فتحها أمام الزوار.
"بيت زيادة" أحد أبرز الشواخص التراثية العريقة التي تعرضت للدمار خلال عمليات تحرير الموصل من براثن داعش .
حاليا تُرَمّمُ بنفس طرازها السابق، والمواد ذاتها التي استخدمت في بنائها الأول.
جهود مضنية وأموال طائلة، تصرف في سياق حملة شاملة سميت بإعادة إحياء روح الموصل تراثياً وعمرانياً، لكن آثار الخراب الذي لحق بهذه المدينة العريقة، قد تبقى شاخصة للعيان، لسنوات أخرى قادمة.