حذر مختصون من مخاطر كبيرة تهدد أنواعا نادرة من الطيور في السودان بسبب الصيد الجائر وما تتعرض له الغابات من تعرية مستمرة، حيث يوجد أكثر من 600 نوع من الطيور نصفها تقريبا مستوطن بشكل دائم والنصف الآخر يأتي مهاجرا من أوروبا وآسيا بحثا عن المأكل والدفء.
ويوفر التنوع المناخي والبيئي الكبير في السودان ظروفا مناسبة للعيش للكثير من سلالات وأنواع الطيور النادرة مثل الحباك القرفي والحمامة الحزينة والطير المائي الإفريقي وغراب البين واليقنة الإفريقية ونقار الخشب النوبي والنعام، إضافة إلى طيور الهدهد والزرزور التي تتواجد بإعداد كبيرة.
ووفقا لضاوي موسى الأستاذ في جامعة الخرطوم، فإن السودان يتفرد بوجود عدد من سلالات الطيور النادرة التي ظلت لفترة طويلة تساعد في حفظ التنوع البيئي. لكن موسى يقول لموقع سكاي نيوز عربية إن الفترة الأخيرة شهدت اختفاء بعض السلالات النادرة وتراجعا كبيرا في أعداد الطيور في سلالات أخرى لأسباب أهمها التناقض الكبير في مساحات الغابات إضافة إلى الصيد الجائر.
وفي الواقع؛ تعرضت غابات السودان لعمليات تعرية كبيرة خلال العقود الثلاثة الماضية لأسباب طبيعية وأخرى بفعل القطع الجائر وغير المنظم. ووفقا لبيانات متوافرة، فإن مساحة الغابات في السودان تراجعت من 60 في المئة إلى أقل من 10 في المئة من مساحة البلاد في الوقت الحالي.
وفي هذا السياق، يشير محمد المكي عميد كلية الموارد الطبيعية في جامعة سنار بوسط السودان إلى تأثيرات سلبية كبيرة نجمت عن تقلص المساحات الغابية.
ويوضح المكي لموقع سكاي نيوز عربية إن للغطاء النباتي والغابي أهمية كبيرة في الحفاظ على سلالات الطيور وزيادة أعدادها. ولا يستبعد المكي التأثير الكبير للتغير المناخي على سلالات الطيور السودانية.
ويضيف: "من الصعب تحديد أنواع الطيور المهددة بالانقراض لعدم وجود بيانات دقيقة؛ لكن دراسات أجريت خلال الفترة الأخيرة أكدت أن التغير المناخي والجفاف أديا إلى اختفاء او تهديد أنواع مهمة من الطيور مثل السقد والرهو إضافة إلى بعض الصقور مثل الشاهين والرخمة.
وتتعرض طيور أخرى مثل القمري السفاري الحباري بأنواعها إلى هجمة شرسة من الصيادين من داخل وخارج السودان بسبب قيمتها الغذائية العالية والاعتقاد بأن بعضها يساعد على تقوية القدرة الجنسية للرجال.
كما أثر التغير المناخي وارتفاع درجات الحرارة على العديد من السلالات النادرة التي تعيش في البحر الأحمر في شرق البلاد كطيور النورس والنكات.