تحدث الممثل والمخرج الفني الجزائري عبد القادر جريو، في لقاء مع موقع "سكاي نيوز عربية"، عن مصير اثنين من أبرز أعمال الدراما الجزائرية، وهما "أولاد لحلال" و"بابور اللوح"، اللذان تعلق بهما الجمهور الجزائري، كاشفا ما إذا كان هناك أية أجزاء أخرى لهما.
ويبدو أن عبد القادر جريو قد قرر خوض تجارب جديدة، بعيدا عن التلفزيون الذي أخذ منه الكثير من الوقت والجهد، فهو يستعد الآن للظهور في عمل سينمائي موسيقي يتناول مرحلة مهمة وحساسة من تاريخ الجزائر.
وقال: "أريد التوقف عن التلفزيون قليلا، إذ أشعر بالحاجة لنفس جديد، وأعتقد أنني سأجده في المسرح والسينما".
فرغم تعلق الجزائريين بمسلسل "أولاد لحلال"، الذي منح جريو شهرة محلية كبيرة لأدائه دور "مرزاق"، فإنه لا يوجد في الأفق القريب مشروع للجزء الثاني.
وأرجع جريو ذلك "للأسباب المادية، وصعوبات الإنتاج الفني في الجزائر، مع قلة عدد القنوات التلفزيونية المتخصصة".
وقال الممثل الجزائري: "لم يكن من السهل إنجاز الموسم الأول، لقد واجهنا صعوبات كبيرة خاصة من ناحية التمويل، وكدنا أن نتوقف في الحلقة 15".
ورأى جريو، الذي يوصف محليا بـ"حامل المشاريع الفنية"، أن "أقل مشروع في الدراما يحتاج لأكثر من 2.5 مليون دولار، وأن مثل هذا الأمر لا يتحقق في الجزائر بسهولة".
ويتراوح معدل أعلى ميزانية للعمل الدرامي في الجزائر بين 300 إلى 700 ألف دولار، وهي مبالغ بسيطة جدا مقارنة مع السوق العربي.
"بابور اللوح".. مشروع قائم ولكن
وتحول تلك الأسباب المادية، دون إنجاز الموسم الثاني لمسلسل "بابور اللوح"، الذي لن يعود هو الآخر هذه السنة إلى شاشات القنوات الجزائرية.
وقال بطل مسلسل "بابور اللوح" (إنتاج جزائري وإخراج التونسي نصر الدين سهيلي): "المشروع لا يزال قائما بالنسبة لنا، كما وعدنا الجماهير التي تعلقت بالمسلسل في جزئه الأول، لكن من المستحيل أن يعود الجزء الثاني لمسلسل بابور اللوح هذه السنة ".
وعن سر نجاح "بابور اللوح"، فقد أرجع الأمر إلى "روح المسلسل الذي تم تصويره في بيئة جزائرية حقيقية".
وذاع صيت جريو في العشر سنوات الأخيرة، كفنان جزائري شاب يحمل روح النقد السياسي الساخر، من خلال تقديمه لسلسلة "جرنان القوسطو" سنة 2012 على شاشة إحدى القنوات الجزائرية المستقلة.
وقدم حينها، برفقة مجموعة من الممثلين الجزائريين الشباب من جيله، من بينهم نبيل عسلي ونسيم حدوش ومحمد حساني، عدة حلقات من تلك السلسة الفكاهية، التي عادت للظهور سنة 2016 بعنوان "ناس السطح".
وانطلق جريو في اقتحام مجال الدراما الجزائرية من الباب الواسع سنة 2018، عندما شارك كممثل في الجزء الثاني من مسلسل "الخاوة" مع المخرج التونسي مديح بلعيد.
وسنة 2019، قرر خوض تجربة مختلفة بعنوان "أولاد الحلال"، وقد حمسه النجاح الباهر الذي حققه المسلسل لخوض تجربة أخرى سنة 2021 بعنوان "بابور اللوح" وهو العمل الذي أعطى للدراما الجزائرية نقلة مختلفة ونوعية بعد سنوات من الركود.
وفي السينما، شارك جريو في فيلم "زبانة" سنة 2012 مع المخرج سعيد ولد خليفة، كما خاض تجربة أخرى سنة 2014 بعنوان "أبواب الشمس" مع المخرج الفرنسي جون مارك مينو.
عودة إلى خشبة المسرح
وإلى ذلك الحين، اختار جريو التوجه إلى خشبة المسرح، من خلال تقديم عمل جديد سيعرضه الأسبوع المقبل في إطار الدورة الـ12 لمهرجان المسرح بسيدي بلعباس.
وعن هذه التجربة قال: "أنا مولع بالمسرح الشعبي، إذ أحب أن أكون قريبا من الشخصية الجزائرية البسيطة".
وأضاف: "رواد المسرح مثل عبد الرحمن كاكي وعبد القادر علولة وعز الدين مجوبي وكاتب ياسين، كانت لديهم القدرة على الفهم العميق للشخصية الجزائرية الشعبية، وقدموا أعمالا متميزة أصبحت خالدة، لرهانها على الشخصية الجزائرية البسيطة، مثل (الحافلة تسير)، التي أخرجها مجدوبي سنة 1985، ومسرحية (الغولة لعلولة) سنة 1964".