يعد هدر الطعام من المشكلات ذات التبعات السلبية على المناخ، هذا إلى جانب مساهمتها بشكل كبير في انتشار ظاهرة الجوع.
وبحسب برنامج الأغذية العالمي فإن قرابة ثلث الغذاء المنتج للاستهلاك البشري يتم هدره أو فقده، ما يتسبب بخسارة مالية تقدر بحوالي تريليون دولار أميركي سنويا، وبالتالي وضع البرنامج هدفا نصب عينيه، يتمثل بتقليل هدر الغذاء إلى النصف بحلول عام 2030.
مقترح برلماني
وفي مصر قدم عضو مجلس النواب أيمن محسب اقتراحا إلى المستشار حنفي جبالي رئيس مجلس النواب، يهدف لإطلاق مبادرة لتغيير الثقافة الاستهلاكية لدى المصريين، بغرض تقليل هدر الطعام وتوعية المواطنين بأهمية ترشيد استهلاك الغذاء من خلال طهى الكمية التي يكون هناك احتياج لها فقط، مع التأكيد على مراعاة أبعاد الاستدامة في جميع مراحل إنتاج الغذاء وصولا إلى المستهلك، فضلا عن دعم الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا الغذائية، ومعالجة هدر الطعام.
وأوضح محسب في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية" أن الأبحاث والدراسات أثبتت أن أحد مسببات الانبعاثات على الكوكب هي نفايات الطعام أو بواقي الغذاء، التي يتم التخلص منها في القمامة، والتي تنتج غاز الميثان عند حرقها، والمصنف ضمن الغازات الدفينة المسببة لزيادة ظاهرة الاحتباس الحراري، مشيرا إلى أن العالم ينتج عنه قرابة 931 مليون طن من نفايات الطعام سنويا، منها 569 طنا تخرج من المنازل، وقرابة 244 مليون طن من المطاعم، وأن مقدار الهدر من الطعام في العالم العربي تجاوز الـ40 مليون طن، منها 9 ملايين طن في مصر.
وشدد عضو مجلس النواب، على ضرورة اتخاذ خطوات جادة نحو تقليل نصيب الفرد من هدر الطعام وذلك سواء على المستوى الشخصي، أو خلال مراحل الإنتاج المختلفة، والتحرك في اتجاه تغيير الثقافة الاستهلاكية للمواطنين من خلال حملات توعية يتم اطلاقها عبر الإعلام، وفي المدارس والجامعات والنوادي ومراكز الشباب وغيرها من منصات التواصل المباشر وغير المباشر، بالإضافة إلى دعم ريادة الأعمال وأصحاب الأفكار المميزة في مجال البيئة، لابتكار حلول تقلل من حجم الهدر.
كما طالب عضو مجلس النواب بدعم الشركات الناشئة المستدامة في مجال التكنولوجيا الغذائية ومساندتها في جهودها لإعادة تصور ممارسات المستهلك الأكثر استدامة، ودعم الشركات الناشئة في مجال معالجة هدر الطعام في مصر، مثل تشجيع شركات تحليل البيانات لمساعدة المزارعين على إنتاج الفاكهة والخضروات وفقا للمعايير العالمية.
كما لفت إلى أن الاستخدام الزائد للمبيدات الحشرية، يجعلها غير متوافقة مع معايير التصدير ويسرّع من تلف المحاصيل، وتشجيع الشركات العاملة في مجال حفظ الطعام بجودة عالية لتقليل الهدر.
من جانبه قال رئيس بنك الطعام المصري محسن سرحان إن ثلث ما يزرع في الكرة الأرضية يتم فقده بسبب التغيرات المناخية، وضعف سلاسل الإمداد خاصة في الدول النامية، وهذا الثلث يضيع معه أشياء أخرى مثل المياه التي استخدمت في الزراعة، والمواد التي استخدمت في تغذية النبات من سماد وغيرها.
وأضاف سرحان لموقع "سكاي نيوز عربية" أن "هناك ارتباطا من نوع آخر بين هدر الطعام والتغيرات المناخية، حيث يتسبب ارتفاع درجات الحرارة وتذبذب المناخ في جعل الأرض غير قادرة على إنتاج المتوقع منها من المحاصيل الزراعية، فتكثر المزروعات التي لا تصلح للاستعمال وتصبح بقايا ينتج عنها غاز الميثان، والذي يسبب الاحتباس الحراري".
وحول الوضع في مصر أكد المدير التنفيذي لبنك الطعام المصري أن هناك قضيتين مختلفتين الأولى هدر الطعام، والثانية فقد الطعام، مبينا أن فقد الطعام له أمثلة عديدة مثل موت المزروعات، أو ما يفقد من أغذية خلال عملية النقل، معتبرا أن فقد الطعام أخطر بكثير.
كما أشار إلى أن بنك الطعام يعمل مع المزارعين على تطوير آليات لتخزين البضائع، ونقلها بشكل أفضل ما يرفع كفاءة النقل، فضلا عن عملية تقريب النقاط التي يتم فيها تجميع المزروعات لتقليل فقد الطعام.
ظاهرة إهدار الغذاء عالميا
- سلط برنامج الغذاء العالمي الضوء على تفشي ظاهرة إهدار الغذاء وفقدانه حول العالم، حيث يتم إنتاج غذاء لإطعام 7 مليارات شخص، إلا أن هناك 811 مليون شخص ينامون كل ليلة وهم جوعى.
- 28 في المئة من الأراضي الصالحة للزراعة في العالم تنتج غذاء يتم إهداره.
- المياه المستخدمة في إنتاج الغذاء المهدر من الممكن أن تملأ بحيرة جنيف ثلاث مرات.
- الغذاء المهدر في دول العالم المتقدم يذهب إلى مدافن النفايات التي تنتج الغازات المسببة للاحتباس الحراري.
- هدر الغذاء وفقده يعد ثالث أكبر منتج للغازات المسببة للاحتباس الحراري بعد الولايات المتحدة والصين.