تجربة فريدة من نوعها خاضتها الفتاة المصرية هبة عز العرب، يوم 12 أكتوبر الماضي، حين أعلنت الدكتورة نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي بمصر ترك منصبها للفتاة العشرينية لمدة يوم واحد فقط.
وجاء تولي هذا المنصب المؤقت في إطار مبادرة "فتيات في أدوار قيادية" التي دشنتها مؤسسة بلان إنترناشيونال فى مصر منذ عام 2018، بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي وسفارة كندا بالقاهرة.
واختيرت عز الدين لخوض التجربة تكريماً لجهودها بشكل خاص بعد أن تغلبت على إعاقتها الحركية، وتركت بصمة مشرفة في مجال دراسة الإعلام ثم الالتحاق بالتدريب داخل إحدى القنوات التلفزيونية.
من جهتها، أشادت وزيرة التضامن الاجتماعي بتلك التجربة الملهمة، مؤكدةً فتح باب التطوع وفرص العمل المتاحة لذوي الهمم في مصر، وفقاً لما يستطيعون تقديمه من مساعدة، وذلك يشمل جميع الفئات من شباب وفتيات وكبار السن.
نموذج مشرف
قالت هبة الله محمد عز العرب، صاحبة الـ 24 عاماً، إنها تخرجت في كلية الإعلام جامعة بني سويف بتقدير عام امتياز مع مرتبة الشرف في عام 2020، واختارت بعد ذلك أن تحجز مقعداً بعضوية المجلس القومي للمرأة عن مقعد المرأة ذات الاحتياجات الخاصة بمحافظة بني سويف، حتى تصل إلى مهنة الإذاعة التي طالما حلمت بها منذ الصغر.
وأضافت الفتاة في حديث خاص لموقع "سكاي نيوز عربية" أنّ حلمها هو أن تصبح أول مذيعة تجلس على كرسي متحرك أمام الشاشة في مصر والوطن العربي، وبالفعل اتخذت خطوات مجدية في تحقيق ذلك مؤخراً، من خلال الالتحاق بالتدريب داخل إحدى القنوات التلفزيونية المصرية.
وعن تفاصيل مرضها، أوضحت أنها تستخدم الكرسي المتحرك نتيجة وجود أكياس مائية على الحبل الشوكي منذ ولادتها، وفي عام 2010 خضعت الفتاة لعملية استئصال، ومنذ ذلك الوقت لم تفارق مقعدها.
وتقول: "قررت تحويل المحنة إلى منحة، واستطعت التفوق في جميع مراحل دراستي، وصولاً إلى حصولي على جائزة الطالبة المثالية على مستوى الجامعات المصرية في عام 2018".
تجربة ملهمة
وعن اليوم الذي تبادلت فيه هبة عز الدين الأدوار مع الدكتورة نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي، تقول: "تجربة جميلة وفريدة استفدت منها كثيراً، وأضافت إليّ عديد من الخبرات، تعرفت هناك على كافة قطاعات الوزارة، واطلعت على مهام كل واحدة منهم، كما أجريت مقابلات مع رؤساء القطاعات للحديث عن أنشطتهم الحالية".
وأضافت: "اختارت الوزيرة أنّ أشغل منصبها بالتزامن مع اليوم العالمي للفتاة، الذي يوافق 11 أكتوبر من كل عام، للتأكيد على التزام الحكومة المصرية بدعم الفتيات والدفاع عن حقوقهن التعليمية والصحية والاجتماعية، وأيضاً حمايتهن من أي أشكال عنف أو تمييز قد تقف عائقًا أمامهن".
وكشفت هبة عن كواليس عملها خلال تلك التجربة داخل وزارة التضامن الاجتماعي، والملفات التي أرادت أن تناقشها أمام المسؤولين بشأن ملف ذوي الاحتياجات الخاصة، والتي تشمل:
- الاطلاع على الخدمات التي تقدمها وزارة التضامن الاجتماعي.
- الاقتراحات التي يمكن وضعها لتطوير ملف ذوي الاحتياجات الخاصة.
- دور التأهيل المهني لسوق العمل بالتعاون مع وزارتي القوى العاملة والشباب.
- برامج الدعم النفسي المقدمة لذوي الاحتياجات الخاصة.
مهمة صعبة
نّوهت الفتاة إلى إدراكها مدى صعوبة منصب الوزيرة، والمسؤولية الكاملة التي تقع على عاتقها، كونها لا تقدم المساعدات لفئة أو جهة معينة، بل تتوسع أعمالها وتصل لمختلف الجهات والأشخاص، وذلك ما تأكدت منه بعد شغلها المنصب، واكتشافها أن مهام الوزارة لا تقتصر على الدولة المصرية فقط، بل تُقدم للدول الخارجية أيضاً.
وأكدت أنّ: "الوزارة تعمل طوال الوقت على تشكيل الوعي لدى المواطن، وتوفر الحماية الاجتماعية للفئات الأولى بالرعاية من خلال مبادرة "تكافل وكرامة"، كما تقدم الإغاثات المستمرة على مدار اليوم لمساندة المواطنين في حل أزماتهم، فور استقبال أي شكوى عبر الخط الساخن أو منصات التواصل الاجتماعي".
وجهت هبة في ختام حديثها مع موقع "سكاي نيوز عربية"، الشكر إلى الدكتورة نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي، على حسن استقبالها وعرض كافة الملفات أمامها في يومِ لن تنساه طوال حياتها، وأيضًا التكريم الذي حصلت عليه في نهاية اليوم، آملة أن تحقق أحد أحلامها، وهو إجراء حوار إعلامي مع الرئيس عبد الفتاح السيسي.